اخبار الرياضة

هل يحتمل ستاد ريال مدريد مبابي وفينسيوس وبيلينغهام ورودريغو؟

لم يعد يفصلنا سوى أقل مـن أسبوع على بداية بطولات الدورى الإسباني لموسم 2024-2025 والذي يحمل ريال مدريد لقبه بعد تتويجه السادس والثلاثين فى العام الماضي.

الميرينغي كان قد أجرى اهم صفقة فى الميركاتو الصيفى الأوروبي وذلك بعد ضـم النجـم الفرنسي كيليان مبابي فى صفقة انتقال حر إثر انتهاء تعاقده مع باريس سان جيرمان، لينهي قرابة نصف عـقد مـن الترقب والانتظار والمفاوضات والاهتمام المستمر مـن النادي المدريدي تجاه صاحب الخمسة وعشرين عَامًٌا.

حضور مبابي ضاعف مـن قوة الخط الأمامي الذى رحل عنه خوسيلو، بعد ان أدرك ان أيامه لن تشهد المزيد مـن الدقائق التى كانـت محدودة أصلًا فى العام الماضي، رغم أنه حظي بلحظاته التى لن ينساها، وذلك بعدما قاد ريمونتادا “الميرينغي” امام بايرن ميونخ فى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا الذى توج فيه الريال بلقبه الخامس عشر.

أسئلة عملية

لكن وجود مبابي ايضا ضاعف مـن كم الأسئلة التى تُطرح حول كيفية لعب ريال مدريد هجوميًا وكيف يمكن الإتيان بتشكيلة تجمع بين مبابي وفينسيوس جونيور وجود بيلينغهام دون تداخل فى أدوارهم، وهو أمر ربما يكون قد رسم كارلو أنشيلوتي أحد سيناريوهاته فى العام الماضي وطرحناه فى موضوع لاحق.

لكن السؤال الإضافي الذى يطرح نفسه هو هل يمكن الاعتماد فى تشكيله واحده على الرباعي مبابي، وفينسيوس، وبيلينغهام مع رودريغو وعدم التخلي عَنْ الأخير فى التشكيلة الأساسية، خاصة أنه لوحظ فى المباريات التحضيرية ان المدرب الإيطالي ينوي الاعتماد على الجناح البرازيلي فى تنفيذ الركلات الثابتة؟

قد تبدو الإجابة البديهية نعم، فلكلٍ مركزه المنطقي فى التشكيلة بوجود مبابي فى الأمام ومن خلفه بيلينغهام وعلى يمينه رودريغو وعلى يساره فينيسيوس جونيور، لكن البداهة هنا تتوقف عند رص قطع الشطرنج، اما كيف يمكن ان تؤدي والأهم ما هى التغيرات التى يمكن ان تُحدث لباقي القطع مع الميرينغي جراء هذا التعديل الواضح فى تشكيله النادي؟

ريال مدريد وأدوار جديدة لخط الوسـط

أول مـن يمكن ان يتأثر بهذا التعديل وهذه الإضافة على التشكيلة، هو أكثر مـن استفاد مـن التحررية الكبيرة فى ريال مدريد فى العام الماضي جراء عدم وجود رأس حربة، وهو جود بيلينغهام.

الدولى الانجليزي تمتّع بحرية كبيرة فى الركض تجاه المساحات المتاحة فى دفاعات المنافس الحائر فيمن يراقب فى عمق دفاعه، لكنه على الأرجح سيجد كيليان مبابي هناك منتظرًا.

ربما يجد لاعـب وسـط بروسيا دورتموند السابق طريقة للاستفادة مـن وجود مبابي فى الانسلال للأمام متخلصًا مـن اى مراقبة منشغلة بالدولي الفرنسي، لكن ما قد يتضرر منه جود بوضوح هو أنه سيكون مُطالبًا بالتراجع للخلف سريعًا عندما يفقد ريال مدريد الكرة.

بيلينغهام ليس لاعـبًا سيئًا على المستوى الدفاعي إن تمت مقارنته بلاعبي الوسـط الهجومي، لكنه يتراجع بشدة إن تمت مقارنته بلاعبي المحور والارتكاز؛ فعلى سبيل المثال إن الدولى الانجليزي يقوم بـ1.69 تدخل مشروع على الكرة فى المباراه الواحدة ما يجعله يتفوق على 79% مـن لاعبى الوسـط الهجومي، لكن هذه النسبة تتفوق على 32% ممن يلعبون فى مراكز متراجعة أكثر.

الامر نفسه يمكن ملاحظته فى قطع التمريرات حيـث يقطع بيلينغهام 0.76 تمريرة فى المباراه الواحدة متفوقًا على 90% مـن لاعبى الوسـط الهجومي لكن هذه النسبة تجعله يتفوق على 35% فقط مـن أصحاب المراكز الخلفية، وكذلك يظهر هذا التباين فى الفـوز بالصراعات الهوائية إذ يفوز بـ0.95 صراع هوائي فى المباراه ليتفوق على 80% و59% بين الشريحتين نفسهما.

لكن ربما تكون كل تلك الأرقام فى طريقها للارتفاع إن وُضع بيلينغهام فى مواقف دفاعية أكثر بالنظر لتغير طبيعة مركزه، إن قبل هذا التغير وتفهمه.

4-2-3-1 أم 4-3-3؟

وإن كانـت هناك شكوك حول مستوى بيلينغهام الدفاعي والتزامه وتفهمه لتغير مركزه خاصة مع عدم نيته خسارة دوره الهجومي، فإن هناك إمكانية للتحول الي طريقة 4-2-3-1 ليلعب ريال مدريد بلاعبي ارتكاز صريحين مـن بين أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينغا وفيديريكو فالفيردي، لكن هذا قد يؤثر بشدة على مساهمات فالفيردي على الرواق الأيمن أو قد يجعل تشواميني فى وضعية صعبة للدفاع خلف كل هؤلاء اللاعبـين.

المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفنى لنادي ريال مدريد

عدم تنازل بيلينغهام عَنْ مساهماته الهجومية قد يزيد مـن صعوبة الامور، عندما يسعي ريال مدريد اللجوء الي اختيار إشراك لوكا مودريتش، إذ لا يمكن أبدًا تصور وجود مودريتش فى الْمَلْعَبُ مع عدم وجود تضحيات وتنازلات دفاعية واضحة مـن بيلينغهام.

يظهر هناك تحدٍ آخر لن يتم معرفة ما ستؤول إليه الامور دون مشاهده النادي فى الْمَلْعَبُ، ألا وهو كيف يمكن ان يستمر ريال مدريد فريقًا قادرًا على السيطرة على النسق وبناء اللعب بسلاسة والصعود كمجموعة والمحافظة على الكرة وسـط ضغط المنافسين، وذلك فى غياب أسطورتيه توني كروس ولوكا مودريتش الذى بدأ دوره فى الانحسار مـن العام الماضي، وقد يشهد المزيد مـن التقلص هذا العام رغم قيمته الكبيرة التى لا يمكن التخلي عنها فى اللحظات الحاسمة.

لن تكون هذه مشكلة بيلينغهام وحده على أية حال، فتشواميني وكامافينغا تحديدًا مطالبان بإظهار مستوى افضل فى هذا الصدد خاصة الاول الذى لم يقدم موسـمًا ماضيًا جيدًا فى هذا الصدد.

الخلاصة

لا يبدو ان حل إشراك الرباعي معًا منطقي لريال مدريد، إلا إن ظهر جود بيلينغهام بمستوى استثنائي فى جميع المناحي المطلوبة منه هجوميًا ودفاعيًا.

وكذلك سيكون مُطالبًا بشدة بإظهار جودة كبيرة على مستوى مساعدة النادي فى السيطرة على النسق وتناقل الكرة بسلاسة فى الوسـط مع رحيل توني كروس وصعوبة الاعتماد الكامل على لوكا مودريتش.. وقتها قد يكون ممكنًا ان نشاهد الرباعي الهجومي معًا فى التشكيلة. لكن ماذا عَنْ إندريك وإبراهيم دياز وأردا غولر وكيف سيكون دورهم وسـط كل هذا؟ يا له مـن صداع!

السابق
كونور غالاغير يمهد لصفقة كبيرة لتشيلسي فى سوق الصفقات
التالي
المنافسون المحتملون لنادي القوة الجوية فى دورى أبطال آسيا 2