واصلت إسبانيا مسيرتها غير العادية مـن النجاح على الساحة الدولية فى كرة القدم بفوزها على فرنسا المضيفة 5-3 لتحصد الميدالية الذهبية فى الألعاب الأولمبية باريس 2024، على ستاد بارك دي برانس فى نهائى المنافسه.
وتوجت إسبانيا بذهبيتها الأولمبية الثانية بعد برشلونه 1992، بعد مباراة درامية شهدت أكبر عَدَّدَ مـن الأهداف فى نهائى منذ عَامٌ 1912.
هذا الصيف كرّس هيمنة الكرة الإسبانية، فهم الان حاملو لقب بطوله أوروبا للرجال وكأس العالم للسيدات، ودوري الأمم للرجال ودوري الأمم للسيدات وبطولة أوروبا للرجال تحت 19 عَامًٌا وبطولة أوروبا للسيدات تحت 19 عَامًٌا والألعاب الأولمبية للرجال.
عرضت فرنسا قدرتها على محاربة الشدائد فى نصف النهائى، حيـث تغلبت على مصر بعد صدمة إستقبال الهدف الاول، وفعلت ذلك مرة أخرى مساءا الجمعة امام إسبانيا، على الرغم مـن إحباطها عدة مرات جاء الى حارس مرمى إسبانيا أرنو تيناس، الذى يلعـب فى باريس لصالح سان جيرمان.
إسبانيا تفرض أسلوبها على فرنسا فى نهائى الأولمبياد
بدأت مباراة الميدالية الذهبية بشكل مثير بأربعة اهداف فى أول 28 دقيقة. حيـث شقت تسديدة إنزو ميلو طريقها بطريقة ما الي مرمى أرنو تيناس، لكن فيرمين لوبيز سجل هدفين فى سبع دقائق – هدفيه الخامس والسادس فى البطولة – ليقلب المباراه رأساً على بعد، ثم اضاف أليكس باينا الهدف الثالث مـن ركلة حرة رائعة.
كان أداء فرنسا افضل فى الشوط الثانى وأجبر تيناس على التصدى لثلاث محاولات رائعة. وفي النهايه وجدوا طريقهم الي المرمى عندما حول ماغنيس أكليوشي ركلة حرة نفذها مايكل أوليز الي دَاخِلٌ المرمى فى الدقيقه 78، لتبدأ أجواء مـن التوتر دَاخِلٌ ستاد بارك دي برانس.
وأكمل أصحاب الأرض العودة الأكثر روعة عندما أسقط بينات تورينتس أرنو كاليمويندو دَاخِلٌ منطقه الجـزاء فى الدقيقه 89. وبدا مهاجـم كريستال بالاس جان فيليب ماتيتا فى قمه ثباته عندما نفذ ركلة الجـزاء ليرسل المباراه النهائيه الي الوقت الإضافي.
كانـت فرنسا هى صاحبة الزخم، لذا فقد كان الامر بمثابة صدمة لأولئك دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ عندما سجل سيرجيو كاميلو لاعـب رايو فاليكانو الهدف الرابع لإسبانيا فى الشوط الاول مـن الوقت الإضافي بتسديدة رائعة، وهذه المرة، لم تتمكن فرنسا مـن إيجاد طريقة للعودة الي المباراه – بل إن كاميلو سجل الهدف الخامس فى الدقيقه 121 ليقتنص المعدن النفيس لإسبانيا.
نجم البطولة: فيرمين لوبيز
كان فيرمين لوبيز هو العقل المفكر لإسبانيا طوال البطولة، وكان عند التوقيت عندما احتاجته إسبانيا فى مباراة الميدالية الذهبية، وبخلاف الهدفين فقد أظهر قدرة كبيرة على قيادة منتخـب إسبانيا بتحركاته التى تخدم زملاءه فى الخط الأمامي.
| اللاعب | اهداف بدون ركلات جـزاء | تسديدات على المرمى | الأهداف المتوقعة |
| فيرمن لوبيز | 6 | 9 | 2.22 |
| سفيان رحيمي | 4 | 11 | 5.96 |
| جان فيليب ماتيتا | 4 | 13 | 4.25 |
أظهر اللاعب البالغ مـن العمر 21 عَامًٌا حركة رائعة فى كلا الهدفين، حيـث تسلل الي منطقه الجـزاء دون ان يلاحظه أحد ليجعل النتيجة 1-1 ثم عاد بسرعة ليضع إسبانيا فى المقدمة. كانـت هذه البطولة بمثابة ميلاد للاعب الوسـط الشاب، الذى ينتظره مستقبل مشرق للغاية.
إن حذفنا الأهداف مـن ركلات جـزاء فلوبيز سيكون هو الهداف بـ6 اهداف فكل أهدافه مـن اللعب المفتوح، وقد سجلها رغم ان التوقعات كانـت تشير الي أنه سيسجل 2.22 هـدفًا فقط، وقد جاءت أهدافه مـن 9 تسديدات فقط على مرمى الخصوم.
سوء ادارة تييري هنري
استغلت إسبانيا افتقار فرنسا لنسقها المعهود مرارًا وتكرارًا فى الشوط الاول وكان مـن الواضح ان شيئًا ما كان بحاجة الي التغيير بعد ان سجل باينا الهدف الثالث لإسبانيا، لكن تييري هنري لم يقم بأي تغييرات فى النادي اثناء الشوط الاول واستمرت معاناة فرنسا مـن الاستحواذ على الكرة، مع استطاع إسبانيا بقيادة سانتي دينيا مـن فرض هيمنتها.
سجلت إسبانيا أهدافها الـ5 رغم أنها كانـت الأقل فى الأهداف المتوقعة مـن فرنسا (2.43 هـدفًا متوقعًا لإسبانيا، مقابل 3.21 هـدفًا متوقعًا لفرنسا).
نظرًا للطريقة التى سيطر بها فريقه فى الشوط الثانى، فسوف يشعر هنري بالندم الشديد على نهجه فى هذه المباراه. يمكن القول إنه تمادى فى الخوف مـن إسبانيا فى أول 45 دقيقة وكان ينبغي له الاستفادة القصوى مـن الزخم والحشد الجماهيري بعد ان جعلوا النتيجة 3-3.
