اخبار الرياضة

كيليا نمور.. مراهقة جزائرية أنقذت العرب فى أولمبياد باريس

كيليا نمور.. اسم مراهقة جزائرية قرّرت دخول التَّارِيخُ مـن الباب الأوسع بسيناريو مثير وقصة ملهمة، لم تؤثر فقط فى تاريخ بلادها الأولمبي، وإنّما انطلقت نحو رحاب أشمل، عندما أنقذت بذهبيتها الخالدة فى الجمباز تاريخ العرب الأولمبي مـن أحد أكثر المشاركات قتامة.

وخطفت “فراشة الجزائر” البالغة 17 عَامًٌا فقط أنظار العالم، اثناء دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024، عندما قدمت أداءً مبهرًا فى جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات، مختارة السقف الأعلى للأداء ومحققة درجة مبهرة (15.700).

وباستثناء قصة كيليا نمور الملهمة نحو المجد الأولمبي، فإنّ الأكثر اهميه وتميزًا، كان دخولها التَّارِيخُ الكبير للأولمبياد، مـن اثناء إنجاز غير مسبوق سيكتب بأحرف مـن ذهب، ليست فى سجلات الجزائر فحسب، وإنما أرشيف العرب الأولمبي ككل.

كيليا نمور تنقذ العرب مـن أحد أسوأ مشاركاتهم

تخطى إنجاز اليافعة نمور حدودها الشخصية، ليبلغ مداه المستويين الوطني الجزائري والإقليمي العربي، إذ باتت بتحقيقها الذهب صاحبة أول ميدالية فى رياضة الجمباز فى تاريخ مشاركات العرب عامة، والتي بدأت منذ النسخه التاسعه للألعاب، والتي احتضنتها أمستردام الهولندية فى 1928.

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، فقد أنقذت ذهبية كيليا نمور -وهي الميدالية العربية الثالثة فى هذا الأولمبياد بعد فضية التونسي فارس فرجاني وبرونزية المصرى محمد السيد (كلاهما فى المبارزة)- العرب مـن السقوط فى أحد أسوأ نسخهم الأولمبية على مر العصور، والتي تبلغ 23 مشاركة باحتساب دورة باريس الحالية.

وقبل ميدالية النجمة الجزائرية، كان رصيد العرب يتزيّن بميداليتين فقط، وهي الحصيلة التى تكررت فى ثلاث نسخ سابقة ومتتالية للأولمبياد أعوام 1964 بطوكيو و1968 بمكسيكو و1972 بميونخ، والتي يمكن اعتبارها مـن بين الأسوأ على مستوى الحصيلة تاريخيًّا، باستثناء ثلاث نسخ أخرى صفرية أعوام 1932 بلوس أنجلوس و1956 بملبورن و1975 بمونتريال، ونسخة رابعة عَامٌ 1980 بموسكو عرفت ميدالية وحيدة.

وببلوغ سقف الميدالية الثالثة ببصمة كيليا نمور، يكون العرب قد تخطو حاجز أسوأ المشاركات، رغم ان الطريق ما تزال طويلة مقارنة بأفضل حصيلة عربية فى الأولمبياد، والتي تحققت فى نسخة طوكيو الماضية عَامٌ 2020، والتي عرفت 18 ميدالية كاملة (5 ذهبيات و5 فضيات و8 برونزيات).

ذهبية فريدة

تفرّد ذهبية المميزة نمور اتخذ أوجهًا عديدة، ولكن مـن أهمها أنها الأولى عربيًّا وأفريقيًّا فى رياضة الجمباز، وهي الرياضة التى لا تمتلك اى تقاليد فى هذه البلدان، مقارنة برياضات أخرى أكثر شهرة وإنتاجية على غرار ألعاب القوى مثلًا، وهي الأكثر حَصَدًا للميداليات فى التَّارِيخُ العربي بالحدث الكبير (43 ميدالية)، أو رفـع الأثقال والملاكمة (17 ميدالية)، والمصارعة (12 ميدالية).

مـن جانب اخر، قد يعود تألق نمور التى تنحدر مـن أب جزائري الي جذورها الفرنسية مـن والدتها، حيـث ولدت فى فرنسا وتعلمت أصول الجمباز منذ نعومة أظفارها (4 اعوام)، ثم مثّلت المنتخبات الفرنسية للشباب لاحقًا، قبل ان تلتحق بمنتخب الجزائر إثر مشاكل مع الاتحاد الفرنسي للجمباز.

تحيين التَّارِيخُ

إنجاز كيليا نمور المبهر لم يخطئ بواسطة التَّارِيخُ، حيـث تمكنت الجزائرية مـن إهداء بلادها ميداليتها الثامنة عشرة، لتعزّز مركز الجزائر الثالث فى جـدول ميداليات العرب بالأولمبياد، بعد كل مـن مصر الأولى (39 ميدالية) والمغرب الثانية (24 ميدالية) حتـى الان.

والدة نمور توجه رسالة مؤثرة

كَمَا نجحت نمور فى البصم على ميدالية الجزائر السادسة مـن عيار المعدن النفيس، وهي الأولى لبلادها منذ 12 عَامًٌا، وتحديدًا منذ ذهبية توفيق مخلوفي فى سباق العدو 1500 متر ضوء أولمبياد لندن 2012.

قصة ملهمة

وراء كل هذه الإنجازات، تخفي النجمة الجزائرية قصة ملهمة، بدأت بحكاية مرضها النادر فى العظام، والذي كان يهدّد استمرار مسيرتها، ثم دخولها فى دوامة مشاكل لا حصر لها مع الاتحاد الفرنسي للجمباز، الذى رفض اعتماد أهليتها لمزاولة اللعبة رغم حملها لتقرير طبي حصري، ثم عرقلة مسار تحويل جنسيتها الرياضية الي الجزائر.

مشاكل نمور مع الاتحاد الفرنسي للعبة انتهت قبيل الأولمبياد الباريسي بسنة، لتعود اليافعة وعلى أرض فرنسا بالذات لتخطف الأضواء، وتدخل التَّارِيخُ امام أعين مـن حاربوها بشتى الطرق، فى حكاية عزم جديرة بأن تكون مصدر إلهام للكثيرين.

السابق
الاتحاد الدولى للملاكمة يهاجم إيمان خليف مجددًا وحماد يتوعد!
التالي
خبير كروي يحذر مـن “بطالة” المدرب العراقي!