نجحت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف فى ضمان أول ميدالية للجزائر اثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الجارية بباريس، بعد تأهلها الي الدور نصف النهائى لوزن 66 كيلوغرام، لتضمن بذلك الحصول على ميدالية برونزية على الأقل وهي التى تستهدف الذهب الأولمبي وسـط هجـوم “رأس الحربة” قاس عليها لامس فى بعض الأحيان حدود الجنون البشري.
وتجاوزت البطلة الجزائرية منافستها المجرية لوكا أموري، اليـوم السبت 3 أغسطس/ آب، فى منازلة الدور ربع النهائى لوزن الـ66 كيلوغرام فى أولمبياد باريس، بإجماع الحكام، الذين منحوا الفـوز لإيمان خليف فى الجولات الثلاث التى سيطرت عليها بالطول والعرض؛ حيـث عرضت تفوقا فنيا لافتا على منافستها التى هاجمتها قبل ساعات مـن المنازلة.
ودخلت الجزائرية إيمان خليف قاعة “باريس أرينا” لإجراء المنازلة وسـط دعـم جماهيري قياسي مـن طرف جماهير بلادها الحاضرة بقوة، وحتى مـن الجماهير المتعاطفة معها امام حملة الكراهية والعنصرية التى لاقتها منذ بداية الأولمبياد، وأقبل الجزائريون بالمئات على شراء تذاكر منازلة الملاكمة الجزائرية لإبراز دعهم القوّي لها.
ودوّت أهازيج الدعـم منقطع النظير لإيمان خليف قاعة “باريس أرينا”، التى لم يسبق لها ان شهدت هذا الشغف الجماهيري والتعلق بملاكمة سابقا، فى وقت حظيت فيه الملاكمة المجرية باستقبال يليق بالمنشورات العنصرية والمشككة فى أهلية خليف الجنسية، على حسابها الرسمى فى “إنستغرام” قبل ان تسحبها بإنذار مـن اللجنة الاولمبية الدولية.
الجزائرية إيمان خليف تذرف دموع “الظلم” وتتطلع للذهب
وبالإضافة الي صور التفوق الرياضي التى صنعتها الجزائرية إيمان خليف على الحلبة، رسمت الملاكمة صاحبة الـ25 عَامًٌا صورة مؤثرة جدّا قد تصبح مـن الصور والمشاهد الخالدة فى أولمبياد باريس 2024 وتاريخ الأولمبياد على الإطلاق، بعد ان ذرفت الدموع بعد نهاية المنازلة وإعلان فوزها، فى صورة تعبيرية عَنْ الضغط الكبير الذى عاشته والظلم الذى تعرضت له.
ودائما ما كانـت الجزائرية إيمان خليف تظهر بصورة المرأة الحديدية، التى جعلت بعض أشخاص “العالم المجنون” يشككون فى أهليتها الجنسية، تبعا لمسارها الكفاحي فى الرياضة للوصول الي العالميه، بعد ان نشأت فى عائلة وبيئة فقيرتين اضطرت خلالها للتضحية والبصم على قصة كفاح تدرس وتروى مـن اجل البروز على الساحة العالميه.
ولم تقو الملاكمة الجزائرية التى حظيت بدعم الملايين مـن الجزائريين والمتعاطفين عبر العالم، على حبس دموعها نتيجه الظلم الكبير الذى تعرضت له مـن بداية أولمبياد باريس والجدل الذى أثير بخصوصها منذ فوزها فى الدور الـ16 على الإيطالية، أنجيلا كاريني، ورغم تلك الدموع تسلحت إيمان خليف بإصرار شديد للرد على منتقديها بلغة الفن النبيل.
والتقطت كاميرات التلفزيون لقطات بكاء إيمان خليف وتعليقات مدربها، الذى كان يردد “ظلموها ظلموها”، وهو ما يبرز الحالة النفسية الصعبة للملاكمة الجزائرية، والتي لم تكن لتؤثر عليها دَاخِلٌ الحلبة وفي اثناء المنازلة، وحظيت خليف بعد المنازلة بتضامن واسع فى منصات التواصل الاجتماعي يرقى الي التضحيات التى قامت بها للوصول الي هذه المحطة.
وتتطلع إيمان خليف (25 عاما) الي التتويج بالميدالية الذهبية فى الأولمبياد، وليس التوقف عَنْ محطة الدور نصف النهائى والاكتفاء بالبرونزية فى أسوأ الأحوال، وهي التى ستواجه ملاكمة تايلندية، علما ان خليف أعادت الملاكمة الجزائرية الي دائرة التتويجات الأولمبية بعد غياب دام 24 عاما.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يدعـم إيمان خليف
ولم يتوقف الدعـم الواسع الذى حظيت به الملاكمة الجزائرية إيمان خليف عند حدود الجماهير الجزائرية ومشاهيرها ونجوم منتخـب الجزائر فقط، بل تعداه الي الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذى وضح عَنْ دعمه المطلق للملاكمة الجزائرية المكافحة.
ونشر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، تغريدة على حسابه الرسمى فى منصه “إكس”، اعلن فيها: “مبروك التأهل إيمان خليف، لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية..سنقف الي جانبك مهما كانـت نتائجك”، مضيفا: “بالتوفيق فى الدورين القادمين وإلى الأمام إيمان خليف..تحيا الجزائر”، فى إشارة الي تطلع الرئيس الجزائري لتتويج خليف بالذهب الأولمبي.
وبدوره غرّد وزير الرياضة الجزائري، عبد الرحمن حماد، والبطل الأولمبي فى اختصاص القفز العالي اثناء أولمبياد سيدني 2000 (ميدالية برونزية)، محتفلا بتألق خليف، وقال على حسابه فى منصه “إكس”: “برافو إيمان خليف. هنيئا يا بطلتنا. الكلام فى الحلبة يا إيمان”.
وأضاف: “لقد حققت فوزا عظيما، رياضيا وأخلاقيا. لقد ضمنت للجزائر ميدالية أولمبية.. لقد عرضت شجاعة وإصرارا لا مثيل لهما”، وختم: “أتمنى لك التوفيق فى حَصَد الميدالية الذهبية. أنت فخر الجزائر”.