اخبار الرياضة

تحليل| مصر تقمصت دور حكـم الراية فقاومت دفاعها وهزمت إسبانيا

حَقَّق المنتخـب المصرى الأولمبي إنجازًا كثيرًا بتصدره للمجموعة الثالثة مـن بطولات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية المقامة بباريس، وذلك بعدما نجح فى الانتصار على منافسه منتخـب إسبانيا بهدفين لهدف فى نهاية مباريات المجموعة ليتأهل كلا المنتخبين الي الدور الثانى على حساب الدومينيكان وأوزبكستان اللذين تعادلا بهدف فى كل مجموعه.

!Wait and see

على طريقة ما يحدث مع حكام الراية فى زمن الفار، لعب المنتخـب المصرى بطريقة “انتظر وراقب”. انتظر المنتخـب المصرى فى الخلف مع مراقبة اى إمكانية لشن اى هجمة مرتدة يمكن مـن خلالها اقتناص هـدف التقدم.

الأسلوب كان مثاليًا فمصر لا تمانع التعادل والمنتخب الإسباني ايضا لا تمانعه طالما كان الناديان يلعبان بجدية بعيدًا عَنْ أية اتفاقات. لذلك بقي المنتخـب المصرى فى الخلف دون تراجع مبالغ فيه الي منطقه الجـزاء، لكن المصريين احتاجوا للتركيز بشكل أكبر اثناء تنفيذ المرتدات بعد ان فاتهم أكثر مـن لقطة واعدة كان يمكن استغلالها بشكل افضل لو تم الانتباه فى التمرير اثناء تطوير الهجمة.

دفاع مصر كفريق كان منظمًا الي حدٍ بعيد، لكن هناك مشكلة ماتزال مستمرة فى المنتخـب المصرى تنقسم الي شقين يتمحوران حول شيء واحد وهو الدفـاع امام العرضيات.

فمبدئيًا لا يستطيع احمد عيد أو كريم الدبيس إبعاد الخطورة ومنع العرضيات مـن أماكن خطيرة، لكن الشق الاول حول خطورة تلك العرضيات يبدأ بالمستوى الضعيف للدبيس فى التغطية العكسية والترحيل خلف حساـم عبد المجيد وعمر فايد عندما يضطران للتحرك يمينًا. الدبيس لم يعِ ذلك فى أكثر مـن لقطة اثناء تلك البطولة ولم يختلف الحال اليـوم خاصة فى لقطة نجح فيها سامويل أوموروديون فى اقتناص رأسية فى الشوط الاول.

اما الشق الثانى فيتعلق بالتفاهم بين عبد المجيد وعمر فايد اللذين مايزالا يبحثان عَنْ التفاهم بينهما شكل افضل، إذ يتحدثان كثيرًا بعد كل عرضية مـن المنافس وكأنهما لا يفهمان بعضهما بعضًا بشكل كافٍ، وربما يعود هذا الامر الي عدم مشاركة فايد بشكل كافٍ فى الوديات مع المنتخـب الأوليمبي، فكثيرًا ما كان يلعـب محمد طارق أو غيره فى غياب فايد، ولو إن الطريف ان طارق نفسه كان شاهدًا على هـدف إسبانيا فى نهايات المباراه.

وعلى كلٍ، فإنه فى الكرات التى عبرت الدفاعات المصرية، كان الحارس حمزة علاء يقدم أداءً طيبًا ويذوذ عَنْ مرماه فى أكثر مـن لقطة عملية ومفصلية.

احتياطيون أقل كفاءة فى إسبانيا

صحيح ان احتياطيي إسبانيا مايزال أغلبهم لاعبين مميزين كَمَا هو الحال مع سامويل أوموروديون الذى قدم موسـمًا مميزًا معارًا الي ألافيس قبل العودة الي أتلتيكو مدريد، أو كجناح فالنسيا دييغو لوبيز أو حتـى ظهير جيرونا الأيسر ميغيل غوتييريث وغيرهم مـن اللاعبـين المميزين، إلا أنه لا يمكن تجاهل ان بعض هؤلاء الاحتياطيين ليس بالكفاءة اللازمة كَمَا كان الحال فى عمق خط وسـط الإسبان الذى خسر خدمات أليكس بايينا وفيرمين لوبيز.

منتخـب مصر يهزم إسبانيا

كَمَا أنه بمزيد مـن التدقيق فإن غوتييريث رغم أنه واحد مـن افضل أظهرة الليغا، إلا أنه ليس بالمدافع القوي بشكل عَامٌ وقد ظهر ذلك فى لقطة الهدف الاول للمنتخب المصرى الذى بدلًا مـن صموده امام دفعة قليلة مـن زيزو، إذا به يلقي بنفسه أرضًا، بينما كان قرار المدير الفنى الإسباني دينيا بإشراك أيمار أوروث على اليسار بمثابة قضاء على جزء كثير مـن خطورته، وقد كان عليه التبديل بين أوروث ودييغو لوبيز الذى لعب كثيرًا على الجانب الأيسر مع فالنسيا وقدم مستوى ليس بعيدًا كثيرًا عَنْ مستواه يمينًا.

لذلك افتقد منتخـب إسبانيا لضابط الإيقاع فى الوسـط الذى يساعدهم على ضرب التكتلات المصرية، بينما لم يستغلوا خطورتهم مـن الكرات العرضية، ومع بعض المشكلات فى الدفـاع، عانى لا روخا.

تركيز أكبر فى الثلث الأخير

صحيح ان بعض احتياطيي إسبانيا أقل كفاءة، إلا ان احتياطيي إسبانيا بالتأكيد افضل مـن الدومينيكان وأوزبكستان. لذلك كان أمرًا جيدًا لميكالي ان يجد لاعبيه يقدمون أداءً افضل كثيرًا، ليس فقط على المستوى الدفاعي والتنظيمي بقيادة لافتة لمحمد الننى، لكن ايضا على مستوى الانتباه فى الثلث الأخير على مستوى التمرير والتسجيل.

احمد سيد زيزو قدم مباراة افضل كثيرًا مـن سابقتيها، فقد صنع الهدف الاول مـن كرة طويلة ضالة تخلص عمر فايد منها لكن زيزو أعاد إحياءها بما فعله مع غوتييريث قبل ان يفضّل التمرير الي ابراهيم عادل بدلًا مـن التسديد غير المضمون بقدمه اليسرى، ولم يخيب ابراهيم عادل الظن بتسديدة رائعة مفاجئة فاجأت الحارس.

ميكالي عمد بعد ذلك الي إدخال زيزو لعمق الْمَلْعَبُ دون إرسال اى لاعـب وسـط الي الجانب الأيمن بل اعتمد على قدرة احمد عيد على أداء هذا الدور وحده مع تأمين محمد شحاتة لصعود ظهير المصرى، ومع اقتراب زيزو مـن عادل بدأ يظهر شكلًا افضل لمصر على المستوى الهجومي بعد تسديدة مـن زيزو علت العارضة ثم انفراد ابراهيم عادل بالمساحة فجأة على اليسار لكنه لم يوفق فى التسجيل مجددًا.

توفيق عادل فى التسجيل مجددًا جاء فى توقيت سحري مع هـدف ثانٍ مـن خطأ للدفاع الإسباني لكن استمرار تركيز المصريين امام المرمى جعل جناح بيراميدز لا يفوت الفرصة، وربما فقد تركيزه للحظة فى لقطة كان يمكن ان يسجل فيها الهاتريك فى نهاية المباراه، فبدلًا مـن التسديد أرضًا فضّل التسديد عاليًا ليخرج الحارس إيتوربي الكرة.

حتـى تغييرات ميكالي كانـت جيدة سواء بإخراج الدبيس غير الموفق وإرسال كوكا الي الجانب الأيسر مع إشراك محمود صابر، أو حتـى باشتراك عاطف قطة الذى كان مزعجًا بتحركاته لكنه كان مثالًا حيًا على الفارق بين امتلاكك للتركيز أو لا فى الثلث الاخيره، بعدما وقع بسذاجة فى مصيدة التسلل فى لقطة خطيرة.

فى نهاية الامر تصدر المصريون المجموعة وهي اخبار جيدة مـن اجل تفادي اللعب مع اليابان أو باراغواي فى ربع النهائى، كَمَا ان مثل هذه المباراه مـن شأنها ان ترفع الروح المعنوية كثيرًا لمنتخب أنقذ ما أفسدته البدايات امام الدومينيكان.

السابق
أرقام قياسية مـن صعود منتخـب مصر الأولمبي الي ربع النهائى
التالي
القنوات الناقلة لمباراة برشلونه ومانشستر سيتي “وديا” اليـوم