بات منظمو أولمبياد باريس الذى تستضيفه العاصمة الفرنسية مـن 26 يوليو/ تموز الحالي وحتى 11 آب/ أغسطس القادم، امام حرج شديد، بسـبب ما يسبّبه تلوّث نهر السين مـن عرقلة للمنافسات الأولمبية.
وأثار تلوث السين المزيد مـن الجدل قبل بداية الحدث الرياضي الأضخم، لا سيما بسـبب مستويات بكتيريا الإشريكية القولونية (إي كولاي) التى كانـت أكثر بعشرة أضعاف مـن الحد المقبول، بسـبب هطول أمطار غزيرة اثناء الشهرين السابقين ما أدّى الي مخاوف بشأن إستقبال المسابقات الأولمبية.
وفي الرابع مـن الشهر الحالي، اعلنت بلدية دينة باريس ان مستويات بكتيريا الإشريكية القولونية فى منطقه السباحة الأولمبية قد انخفضت الي الحدود المقبولة لمدة أربعة أيام، وهو ما أعطى بعض الطمأنينة شأن السريان الطبيعي لمنافسات أولمبياد باريس قبل ان تتعكّر الأجواء مجددًا.
للمرة الثانية فى أولمبياد باريس.. تمارين الترياثلون فى مهب الريح
وفي هذا السياق، اضطر المنظمون مجددًا الي إلغاء تمارين مسابقه الترياثلون على نهر السين بسـبب نسبه التلوث وفق ما أعلنوا الإثنين، لكنهم أبدوا “ثقة” بإقامة الحدثين المقررين على الممر المائي الذى تأثر بهطول الأمطار يومي الجمعة والسبت.
وفي بيـان مشترك، اعلن المنظمون والاتحاد الدولى للترياثلون إنهم اتخذوا قراراً بإلغاء الحصة التمرينية المقررة الإثنين لأن “مستويات جودة المياه، لا تقدّم ضمانات كافية” للسماح بإقامتها.
وسبق للمنظمين ان ألغوا الأحد الحصة التمرينية لمسابقة الترياثلون، اللعبة المتطلبة، التى تتضمن السباحة والدراجات الهوائية والجري.
واستناداً الي الاختبارات التى أجريت فى منتصف يوليو، تبيّن ان نهر السين وحيد بما يكفي للسباحة، لكن الشكوك ظلت قائمة حول ما إذا كانـت المياه ستكون مناسبة للمنافسة.
وقال منظمو أولمبياد باريس 2024 والاتحاد الدولى للترياثلون الإثنين إنهم “واثقون” مـن ان جودة المياه ستتحسن بشكل كافٍ قبل بدء المنافسة يـوم الثلاثاء، مع الأخذ فى الاعتبار توقعات الطقس للساعات الـ48 القادمة.
بعد هطول الأمطار الغزيرة يومي الجمعة والسبت، عادت الشمس لتسطع فوق العاصمة الفرنسية منذ صباح الأحد.
وفي 17 يوليو، سبحت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو فى السين برفقة كثير منظمي الحدث الكبير توني إستانغيه للتأكيد على انّ النهر أصبح الان نظيفاً بما فيه الكفاية ، لاستضافة بطولات السباحة فى الهواء الطلق اثناء أولمبياد باريس 2024.
وشهدت منطقه باريس هطول أمطار غزيرة على نحو غير معتاد اثناء الأسابيع الاخيره، ما أدى الي رفـع مستويات التلوث فى نهر السين حيـث تتدفق مياه الصرف الصحى غير المعالجة الي النهر.
ومن المحدد ان يتم استخدام نهر السين فى مرحلة السباحة لمسابقة الترياثلون الثلاثاء والأربعاء و5 أغسطس، بالإضافة الي السباحة فى المياه المجانية يومي 8 و9 أغسطس.
جدير بالذكر، انّ السلطات الفرنسية أنفقت ما قيمته 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار) فى العقد الماضي لمحاولة تنظيف النهر مـن اثناء تحسين نظام الصرف الصحى فى باريس، فضلًا عَنْ بناء مرافق جديدة لمعالجة المياه وتخزينها.
