اخبار الرياضة

التحدي الصعب.. هل يتفوق الدورى السعودي على الدوريات الكبرى؟

شهد الدورى السعودي لكرة القدم فى آخر موسمين طفرة لافتة على جميع المستويات، بفضل سياسة جديدة هدفها  تسليط الضوء على إشعاع المملكة، مـن اثناء النهوض بالرياضة عمومًا وكرة القدم على وجه الشأن، باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى فى العالم.

وتضمن المخطط سياسة شاملة وميزانيات مفتوحة سمحت لـدوري روشن بمفاجأة العالم، مـن اثناء القدرة على استقطاب “جحافل” مـن نجوم الصف الاول عالميًّا، عبر صفقات فلكية طوّعت “المستحيل” لتجعله ممكنًا بل وواقعًا ملموسًا.

بدأ الحلم يكبر بقدوم البرتغالي كريستيانو رونالدو وتقمّصه ألوان النصر، ثمّ جاء العام الماضي ليزلزل الميركاتو الأوروبي، الذى شهد هجرة لافتة مـن القارة العجوز الي المملكة، لأسماء مـن العيار الثقيل، على غرار نيمار جونيور وكريم بنزيما وساديو ماني وروبيرتو فيرمينو ورياض محرز ونغولو كانتي والقائمة تطول.

ولكن بعد تجربة الموسمين الأخيرين وضخّ كل هذه الأموال الخيالية، هل بالإمكان القول إنّ الدورى السعودي حقّق ما يهدف إليه، أم ما يزال أمامه تحدّيات أكثر صعوبة؟ وهل بات يستطيع مسابقه الدوريات الأوروبية الكبرى، فضلًا عَنْ التفوق عليها؟

الدورى السعودي مميز.. ولكن!؟

بشهادة المزيد مـن الملاحظين، يعدّ دورى روشن بنسخته الحالية، أقوى دورى فى المنطقة العربية كاملة، مـن شمال أفريقيا الي الشرق الأوسط، وحتى إذا ما شملت المقارنة قارتي أفريقيا وآسيا كاملتين، فستكون الكلمة العليا للدوري السعودي، الذى حَقَّق قفزات نوعية عملاقة، مقارنة بجيرانه أو ممّن هم فى نفس تصنيفه.

أفضلية الكرة السعوديه على مستوى حدة التنافس محلّيًّا والجماهيرية الكاسحة للأندية، ليست حديثة العهد أو مرتبطة بـ”النهضة الجديدة”، فلطالما حظي الدورى بشعبية جارفة على المستوى الإقليمي.

إيجابيات الدورى السعودي العديدة قد تمنحه نقاطًا إيجابية عملية فى محيطه القاري والإقليمي، ولكنّه حتمًا ما يزال بعيدًا عَنْ المقارنة بكبرى الالقاب العالميه، وهي حصرًا الأوروبية المحترفة على غرار “البريميرليغ” أو “لا ليغا” أو “الكالتشيو” وبدرجة أقل “البوندسليغا” و”ليغ 1″، وذلك لاعتبار أساسي يُقاس بمعيار العراقة.

هوية النجوم المستقطبة والاستنتاج المُحبط

مـن “الدّون رونالدو” مرورًا بـ”الفلتة نيمار” ووصولًا الي “الحكومة بنزيما” وغيرهم.. تعد النجوم التى تمّ استقطابها الي الدورى السعودي فى آخر موسمين، هى نجوم “فرز أول”، بخصائص عالمية لا يرتقي اليها الشك.

ولكنّ الاستنتاج المحبط عند فرز النجوم الذين قرّروا الالتحاق بهذه الرقعة مـن العالم، يتعلّق أساسًا بعامل السّن المتقدّم، وهو العامل المشترك الذى يتقاسمه أغلب الأسماء العملاقة التى حضرت، والذي تجاوز أغلبها حاجز الثلاثين، وهو ما يعني انّهم فى وضع الاستعداد لإنهاء مسيرتهم.

ويدعّم هذا التوجّه، انّ قائمة اللاعبـين المستهدفين لم تتضمّن اىًا مـن نجوم الصف الاول “صغار السّن” أو الواعدين على سبيل الذكر لا الحصر، مثل كيليان مبابي (25 عَامًٌا) المنتقل حديثًا مـن باريس سان جيرمان الي ريال مدريد، أو زميليه الجديدين جود بيلينغهام (21 عَامًٌا) وفينيسيوس جونيور (24 عَامًٌا)، أو مهاجـم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند (24 عَامًٌا)، أو حتـى نجم اليورو الأخير وجناح برشلونه لامين يامال (17 عَامًٌا) وغيرهم مـن ألمع النجوم الشباب.

دليل آخر مـن “رجال الخط”

دليل إضافي يعزّز فكرة انّ الدورى السعودي لا يستهوي أولئك الذين يمتلكون وضعًا مريحًا فى أوروبا على المستويين الرياضي والمادي، وليس مـن اللاعبـين فقط وإنما أيضًا مـن المدربين.

العروض المغرية الذى تُغدق بها الانديه السعوديه على ابرز نجوم الكرة الأوروبية، لم تشهد رفضًا جاء الى “النجوم الشباب فقط” وإنّما أيضًا مـن عَدَّدَ كثير مـن “رجال الخط”، الذين لم يهضموا فكرة الالتحاق بالمشروع السعودي، ومن هؤلاء الإيطاليون كارلو أنشيلوتي وأنطونيو كونتي وسيموني إنزاغي وماسيميليانو أليغري والبرتغالي جوزيه مورينيو والبرازيلي تيتي.

هذا الدليل، يملك بعض الاستثناءات التى جدّفت عكس التيار، على غرار الفرنسي لوران بلان مدير فني الاتحاد الجديـد وأولمبيك ليون السابق، والإنجليزي ستيفن جيرارد مدير فني الاتفاق، الذى فشل فى وضع بصمته مع أستون فيلا.

المنافسة وهاجس التفوق 

على جانب آخر، يبدو وضع مسابقه الدورى السعودي لكبرى الدوريات العالميه كهدف أساسي كَمَا جاء على لسان البرتغالي رونالدو قبل اعوام، فكرة وهاجسًا غير واقعي بالمرة، لأنّ ذلك صعب الحدوث على المدى القريب، على اعتبار الأسبقية التاريخية الكبيرة، التى تحظى بها الكرة فى القارة العجوز مقارنة بنظيرتها العربية.

الفرنسي كريم بنزيما مهاجـم فريق الاتحاد السعودي

الإرث الكروي والعراقة وفخامة الاسم.. عوامل تدفع نجوم كرة القدم للتوجه الي مهد اللعبة: أوروبا، وهي حقيقة لا يستطيع حتـى عمالقة أمريكا الجنوبية تغييرها، وعلى هذا الأساس، يكفي ان يحافظ الدورى السعودي على سعيه الدؤوب للتطور مـن اثناء الاستفادة مـن النجوم الحاضرين، على جميع المستويات، وهو ما سيعود بالنفع على الكرة فى البلاد وإشعاع دورىّها الذى بات معروفًا حول العالم، بفضل الأسماء التى انخرطت فيه حتـى الان، وهو الهدف الأسمى غير المعلن.

السابق
5 ملاحظات فى ستاد البصرة الدولى قبل تصفيات مونديال 2026
التالي
عرض إيراني على طاولة ابراهيم بايش