اخبار الرياضة

لعنة 58 عَامًٌا.. ما أسباب فشل منتخـب إنجلترا فى نيل الالقاب؟

تلقى منتخـب إنجلترا صفعة جديدة، بخسارة نهائى كاس امم أوروبا 2024، امام الإسبان بهدفين مقابل هـدف وحيد، لتتواصل لعنة غياب “الأسود الثلاثة” عَنْ منصات التتويج لمدة تزيد عَنْ 58 عَامًٌا متتالية.

وتعود آخر بطولات “الأسود الثلاثة” العالميه الي مونديال 1966 حينما توجت بلقبها الوحيد فى كاس العالم بعد الفـوز فى المباراه النهائيه على ألمانيا 4-2، فى ليلة كان بطلها بلا منازع جيوف هورست صاحب الأهداف الثلاثة فى الشباك الألمانية.

المثير للأمر، إن إنجاز منتخـب إنجلترا الوحيد فى كاس العالم، جاء فى مواجهه حملت جدلًا تحكيميًا كثيرًا، خاصة ان الفريقين احتكما للأشواط الإضافية بعد التعادل 2-2، ليسجل الإنجليز الهدف الثالث مـن كرة اعلن الألمان إنها لم تتجاوز خط مرماهم.

وفي مسابقه كاس الأمم الأوروبية، غابت الشمس الإنجليزية عَنْ التتويج طوال (17) نسخة سابقة، لتكتفي بحسرة خسارة النسختين الأخيرتين فى البطولة، بعد السقوط امام إيطاليا فى نهائى 2020، والاستسلام امام الألمان فى نهائى 2024.

تشكيله مرعبة بلا بطولات

يتملك منتخـب إنجلترا فى الوقت الحالي افضل تشكيله يحلم بها أحد فى عالم كرة القدم، فحضر هاري كين فى مناطق الهجوم، مع ازدحام الوسـط بهجوم مـن عيار ثقيل أمثال جود بيلينغهام وبوكايو ساكا وفيل فودين وديكلان رايس، الي جانب توفر مدافعين أقوياء أمثال جونز ستونز وكايل ووكر، جعله مرشحًا أكثر مـن اى وقت آخر للتتويج الأوروبي.

ليونيل ميسي قائد المنتخـب الأرجنتيني

منتخـب “الأسود الثلاثة” رغم كل هذه الأسماء، ظهر بمستوى متواضع فى يورو 2024، وهي المفاجأة التى جعلت جماهيره تشعر بتفاؤل كثير، فالتاريخ يقول إن إنجلترا تلعب ولا تحرز الالقاب، ربما حان الوقت للتتويج بالالقاب دون ان تلعب.

هذا التفاؤل اصطدم بحقيقة التنظيم الإسباني، لقد كان الماتادور منذ اللحظة الأولى، بمثابة المنتخـب الأكثر روعة فى يورو 2024، مع وجود الشابين لامين يامال ونيكو ويليامز، رغم ان الإسبان خسروا جهود العديد مـن اللاعبـين فى البطولة يتقدمهم ثنائي برشلونه فى الوسـط، غافي وبيدري.

منتخـب إنجلترا وأسباب الغياب عَنْ منصات التتويج

يعد ضغط المباريات سببًا حقيقيًا فى تراجع منتخـب “الأسود الثلاثة” عَنْ حَصَد الالقاب العالميه، فالبطولات الإنجليزية هى الأكثر قوة وعددًا فى الوقت الحالي، واللاعبون فى البريميرليغ مطالبون بالتنافس عبر 5 بطولات اثناء العام الواحد، مما يتسبب فى إرهاق شديد للنجوم هناك.

سبب آخر، يفسر غياب الإنجليز عَنْ منصات التتويج وهو العنصرية، فالعداء بين الانديه فى الدولة البريطانية هو الأعلى فى العالم، وهي حقيقة وضح بها الأسطورة ديفيد بيكهام علانية حينما اعلن إن نجوم مانشستر يونايتد لم يحبوا نظراءهم مـن ليفربول اثناء اللعب معاً فى صفـوف “الأسود الثلاثة”.

ما ذكره بيكهام، يعيدنا الي الوراء لكلمات رددها مالك إنتر ميامي الأمريكي عبر سيرته الذاتية الخاصة، والتي اعلن فيها إنه كان يعتقد منذ ان كان صغيرًا، بأن لاعبى ليفربول هم عبارة عَنْ شياطين تعتلي رؤوسهم القرون، قبل ان يفاجأ بكونهم أشخاصًا طبيعيين تمامًا مثل لاعبى مانشستر يونايتد.

سبب ثالث يتمثل فى ازدحام الانديه الإنجليزية باللاعبين مـن خارج حدود البلاد، كل ذلك أضعف دور النجوم الإنجليزية فى بطولته المحليه، بخلاف ما يحدث فى الدورى الإيطالي والدوري الألماني، وحتى الدور الإسباني.

كل ذلك، دفع الفرنسي أرسين فينغر مدير فني أرسنال السابق الي خوض مواجهه هامة امام إيفرتون عَامٌ 2014، عبر تشكيله تخلو مـن اى لاعـب إنجليزي، وهو أمر أصاب الجماهير بالجنون، ودق ناقوس الخطر فى البلاد بأكملها.

صحيح ان نجوم “الأسود الثلاثة” الحاليين يشغلون مواقع هامة فى أنديتهم، لكنهم ما زالوا غير قادرين على تحقيق الانسجام المطلوب، رغم ان الإنجليز حصلوا على شيء لم يعتادوا عليه، وهو جضور محترفين فى الخارج، أمثال جود بيلينغهام مع ريال مدريد وهاري كين مع بايرن ميونخ.

أمر آخر، يتعلق بالمدربين الذين يتم اعطاء عملية تـدريــب المنتخـب الانجليزي لهم، هناك بعض الأصوات التى تتحدث عَنْ ضعف دائم فى الدكة الفنية للمنتخب الانجليزي، حيـث يعد سفين غوران إريكسون آخر مدير فني حَقَّق الهيبة المطلوبة مع “الأسود الثلاثة” وكان ذلك عَامٌ 2006.

ربما سيحاول الإنجليز مرة اخري عبر مونديال 2026، لكن ماذا لو فشل “الأسود الثلاثة” فى حَصَد البطولة بهذه التشكيلة المرعبة، حينها سينتهي هذا الجيل قبل ان يبدأ، وربما سنكون مجبرين على الانتظار 50 عَامًٌا أخرى، مـن اجل رؤية منتخـب إنجلترا يحصد لقبه العالمي الثانى.

السابق
جهاد جريشة يكشف حقيقة تصريحاته عَنْ حكـم الاهلي وبيراميدز
التالي
ما لا تعرفه عَنْ النادي الجديـد للاعب أمير العماري