تترقب أوروبا هوية بطلها عندما تلتقي إسبانيا مع إنجلترا فى نهائى يورو 2024، حيـث اختلفت المسارات التى سلكها هذان الناديان فى الطريق نحو بلوغ المشهد الختامي.
جُل التوقعات تشير الي ان المنتخـب الإسباني هو المرشح الأوفر حظًّا الانتصار بالالقاب، بعروضه المميزة، وتماسكه وهويته، لكن ما فعلته إنجلترا امام هولندا ووصولها لمستوى جيد يعزز فرص “الأسود الثلاثة”. علمًا ان إسبانيا ليست مثالية، ولديها بعض السلبيات التى قد تستغلها إنجلترا.
غياب الصلابة الدفاعية
على عكس إنجلترا، كان نجاح المنتخـب الإسباني فى بطوله امم أوروبا 2024 مبنيًا على كرة القدم الهجومية، لكن دفاعها ليس بنفس قوة الهجوم، وهو ما توضحه حقيقة الأهداف المتوقعة امام النادي نفسه، حيـث تتعرض إسبانيا للكثير مـن الفرص.
وفق الأهداف المتوقعة، كان ينبغي ان يستقبل المنتخـب الإسباني 1.09 هـدف فى كل مباراة، ولوضع هذا الرقم فى سياقه فهو ثاني أسوأ سجل بين الفرق التى وصلت الي الدور ربع النهائى، وبالتالي سيكون على إنجلترا التأكد مـن اعلن الفرص المتاحة.
مستوى كوكوريلا الدفاعي يثير قلق إسبانيا
استكمالاً للنقطة أعلاه، كان مارك كوكوريلا يظهر بشكل هجومي جيد، لكنه على مستوى الدفـاع نقطه ضعف واضحة، قد يستغلها بوكايو ساكا فى إنجلترا.
هناك رقم يقول إنه بين الفرص التى استقبلتها إسبانيا، جاءت 42 بالمئة مـن الجهة اليسرى التى يشغلها ظهير تشيلسي، مقارنة بـ 24 بالمئة مـن الجهة اليمنى.
وكان اللاعب البالغ مـن العمر 25 عَامًٌا غالبًا هو الحلقة الضعيفة، وعادة ما كان يترك مساحة بينه وبين المدافع الذى بجانبه، ولا يقوم بالتغطية العكسية، وكثيرًا ما يفشل فى منع الكرات العرضية.
مع مواجهه كل لاعبى إنجلترا تقريبًا لكوكوريلا فى الدورى الانجليزي الممتاز، سيكونون على دراية بأوجه القصور التى يعاني منها، عندما يهاجمونه فى نهائى يورو 2024.
توجيه اللعب نحو ناتشو
هناك حالة ارتباك فى الشراكة الدفاعية لإسبانيا، حيـث بدأ روبن لو نورماند البطولة الي جانب إيمريك لابورت، لكنه لا يجيد اللعب كقلب دفاع أيمن فى إسبانيا، حيـث يلعـب على الجانب الأيسر مع ناديه.
دي لا فوينتي استقر على ناتشو الي جانب لابورت، لكن هناك مشكلة كبيرة لدى مدافـع ريال مدريد، كونه لا يخرج بالهجمة بشكل جيد مثل لابورت أو حتـى لو نورمان.
وفق الصُّورَةُ أعلاه، فقد قام ناتشو بسبع تمريرات تقدمية فقط اثناء 255 دقيقة مـن اللعب فى يورو 2024، بينما يقوم لابورت بتمرير ما يقرب مـن (5.8) فى المتوسط كل 90 دقيقة لعب.
وبالتالي يمكن لإنجلترا ان تختار الضغط على لابورت لجعل المنتخـب الإسباني يبدأ الهجمة عَنْ بواسطة ناتشو، الامر الذى مـن شأنه ان يعطل بناء اللعب بشكل كثير لدى إسبانيا، لأن ناتشو لا يجيد بناء الهجمات مثل لابورت.
دور بيلينغهام ووصفة ألمانيا
قدمت ألمانيا خطة جيدة لكيفية تقويض المنتخـب الإسباني فى الشوط الاول مـن مواجهه ربع النهائى، باستخدام الضغط رجلًا لرجل عَنْ بواسطة إيلكاي غوندوغان وإيمري تشان على رودري وفابيان رويز اثناء بناء هجمة إسبانيا، ما منع الثنائي مـن السيطرة على اللعب.
المنتخـب الإسباني محظوظ بوجود افضل لاعـب خط وسـط متمكن مـن الكرة، وهو رودري فى وسـط الْمَلْعَبُ، لكن الضغط عليه يجعل هناك مشكلة فى الخروج بالكرة، لانه المُخرج الاول للكرة، وبالتالي هذا يجعل إسبانيا تلجأ لحلول أخرى وغالبها لا ينجح بالقدر الكافي.
هنا سيقع دور على بيلينغهام تحديدًا، للقيام بنفس الدور الذى قام به غوندوغان فى الشوط الاول مـن مباراة ألمانيا وإسبانيا فى نهائى يورو 2024، بحيث يكون هو أول شخص يقابل رودري، ويمنعه مـن التمرير بأريحية أو الاستلام بأريحية.
