اخبار الرياضة

عندما امتدح شاكا إنجلترا فكشف عوار ساوثغيت دون قصد!

ما زالت إنجلترا موجودة فى يورو 2024، وتحقق نتائـج جيدة فى كل الالقاب التى خاضتها مع المدير الفنى غاريث ساوثغيت الذى قاد منتخـب “الأسود الثلاثة” الي نصف نهائى كاس العالم 2018 ونهائي يورو 2021 وربع نهائى كاس العالم 2022 الذى خسره بعد إضاعة هاري كين لركلة جـزاء امام الفرنسيين، وها هم الان حاضرون فى نصف نهائى اليورو ومرشحون لبلوغ النهائى الثانى على التوالي على حساب منتخـب هولندا.

قد تصل إنجلترا الي النهائى مجددًا، لكن شتان ما بين أدائها فى اليورو الماضي واليورو الحالي؛ فرغم تقديمها لدور مجموعـات متوسط فى النسخه الماضية إلا أنها بدت منتخـبًا متماسكًا يعرف ماذا يفعل وقتها، وقد عرف ذلك بالفعل فى الإقصائيات عندما قضى على العقدة الألمانية وواصل طريقه حتـى النهائى الذى خسره بركلات الجزاء امام إيطاليا.

شاكيري يمتدح إنجلترا.. ويكشف ساوثغيت

فى النسخه الماضية، خسر الإنجليز امام الإيطاليين رغم تقدمهم فى النتيجة، إذ إن تراجع المنتخـب للخلف بشكل مبالغ فيه فى الشوط الثانى منح إيطاليا فرصة العودة. صحيح أنهم لم يتعرضوا لهذا الموقف فى اليورو الحالي لكن هناك المزيد مـن الأشياء الاخرى التى تُؤخذ على الناخب الوطني الانجليزي فى النسخه الحالية.

يمتلك غاريث ترسانة مـن اللاعبـين القادرين على صناعة الفارق، وفي هذا الصدد خرج نجم المنتخـب السويسري غرانيت شاكا بتصريحات اعلن فيها “إن منتخـب إنجلترا لا يُمنح التقدير الكافي عَنْ أدائه فى اليورو الحالي وأنهم منتخـب مـن الطراز الرفيع، يستحقون التقدير، التقدير لكل لاعـب فيهم، فهم يلعبون فى كبرى أندية العالم”.

والحقيقة ان هذا بيت القصيد، فلا أحد يختلف مع لاعـب ليفركوزن الحالي وأرسنال السابق على ان منتخـب الأسود الثلاثة يمتلك مجموعه مذهلة مـن اللاعبـين مـن الطراز الرفيع الذين يمتلكون قدرات فذة مقارنة بعديد المنتخبات الاخرى.

لكن شاكا، دون قصد ربما، وضح عوار ما يحدث. فغاريث يمتلك هذه المجموعة مـن اللاعبـين ومع ذلك هو غير قادر على تقديم أداء يليق بما يمكن الخروج به بهذه المجموعة مـن اللاعبـين.

الحديث ليس عَنْ أداء جمالي أو ممتع –نعرف ان هذا الامر يستفز بعض المبالغين فى عشق الواقعية-، لكن عَنْ عدم تقديم أداء متماسك لا يُشعرك طوال الوقت أنك امام منتخـب مهدد بتوديع البطولة، والشعور هنا ليس فقط وليد أحاسيس مرهفة بل هو حقيقة واقعة، كاد ان يتم إثباتها لو لم يتدخل جود بيلينغهام لإعادة الإنجليز مـن سلم المطار فى الدقيقه 95 أو لم يطلق بوكايو ساكا تسديدته الرائعة التى منعت سويسرا مـن تحقيق كبرى إنجازاتها على مدار تاريخها.

أرقام متواضعة وفكر مرتعد

نحن هنا لسنا امام حالة عدم توفيق امام المرمى لفريق يصنع كل شيء لكنه لا يسجل، أو حالة فريق لا يقدم أداءً جماليًا لكنه يمنع المنافسين مـن الوصول لمرماه، بل امام سيارة فيراري مـن أحدث الطرازات لكن صاحبها يقرر ان لا يضغط دواسة البنزين تقريبًا!

الأرقام لا تكذب. موقع ذي أثلتيك وضح ان إنجلترا امام سويسرا على سبيل المثال لم تحقق سوى 0.7 فقط مـن الأهداف المتوقعة بينما صنعت منافستها سويسرا نسبه 1.5 هـدفًا. والحديث هنا عَنْ مباراة تحسن فيها أداء إنجلترا مقارنة بمباراة سلوفاكيا.

كَمَا وضح نفس الموقـع عَنْ ان متوسط عَدَّدَ التمريرات التى تمررها سويسرا قبل تدخل دفاعي إنجليزي مـن بعد الثلث الاول أو ما يعرف بـ PPDA “Passes per defensive action”كان 15.9 تمريرة وهو رقم متواضع جدًا لمنتخب لا يضغط تقريبًا، ويبالغ فى تراجعه بشدة.

ويمكنك ان تستشهد مرجعيًا بـرقم سويسرا فى نفس المباراه والذي جاء الي 12.6 تمريرة مع الأخذ فى الحسبان أنه كلما انخفض الرقم كلما كان افضل، إذ إنك لا تمنح منافسك فرصة التمرير باستمرار دون ان تبدأ فى الضغط الحقيقي عليه ومحاولة استخلاص الكرة.

يمكن حتـى ان ترى كيف تراجعت إنجلترا بشدة الي مناطقها فى المزيد مـن اللقطات ومنها هـدف سويسرا بينما كانـت النتيجة تشير الي التعادل والساعة الي الدقيقه 75.

يتراجع ساوثغيت بفريقه الي درجة ان يتقدم قلبا دفاع سويسرا دون أية مشكلة أو مضايقة ليشاركا فى حصار المنتخـب الانجليزي كمنتخب صغير مرتعد يتلقى اللعب.

ضوء فى نهاية النفق

كل ذلك رغم أنه عندما أجرى مدير فني إنجلترا تبديلاته، تغيرت المزيد مـن الامور. بعض مـن المخاطرة مع إشراك مـن يمتلكون الحماس والقدرة الكافية على صناعة الفارق.

دفع ساوثغيت بكول بالمر وإيزي اللذين يحتاجان للفرصة، كَمَا كان اشتراك لو شو مفيدًا فى وجود قلب دفاع أيسر يلعـب بالقدم اليسرى لمزيد مـن السلاسة فى الخروج بالكرة.

وعلى ذكر الخروج بالكرة، فرغم الانتقاد لمنتخب إنجلترا إلا أنه كان افضل كثيرًا فى إخراج الكرة امام سويسرا مقارنة بإيطاليا، واستفاد مـن فكرة ساوثغيت باللعب بثلاثي دفاعي لزيادة عَدَّدَ اللاعبـين فى عملية البناء “build up” ليتجنب الشراسة الكبيرة التى يملكها السويسريون فى عملية الضغط والتي أظهروها بقوة امام إيطاليا، كَمَا ان مسألة اللعب بظهيري جناح ساعد جوردان بيكفورد كثيرًا على إرسال كرات سليمة الي الطرفين لضرب عملية الضغط السويسري، وهي أشياء تُحسب لمدرب إنجلترا.

منتخـب إنجلترا فى بطوله امم أوروبا

الصُّورَةُ ليست قاتمة كَمَا تبدو، فبعض الامور تبدو جيدة، فقط تحتاج لجرأة أكبر مـن ساوثغيت عندما يتخذ قرارًا بالتغيير كَمَا حدث فى البناء مـن الخلف وكما حدث فى تبديلاته امام سويسرا والتي ربما يجدر به التفكير فى تحويل بعضها الي خيارات أساسية!

تدريجيًا، ايضا يمكن الاستفادة مـن كوبي ماينو بعد ان ارتكب ساوثغيت كارثة فى تصريحاته حول افتقاده للاعب وسـط بعد ابتعاد كالفن فيليبس، وحيرته وتجاربه فى بداية البطولة مع الدفع بأليكساندر أرنولد ثم التحول لغالاغير قبل الاستقرار على ماينو الذى لا يقدم أداءً دفاعيًا مميزًا كيفما كان الحال مع أرنولد وغالاغير؛ لكنه على أقل تقدير جيد فى التخلص مـن الضغط وكان قادرًا على التعامل مع شاكا فى هذا الصدد.

السابق
نصف نهائى يورو 2024 | حلم إسبانيا يصطدم بواقعية فرنسا
التالي
“صدمة لنجم الاتحاد”.. صعوبة كبيرة فى تحقيق رغبة كريم بنزيما