اخبار الرياضة

إسبانيا تنتصر بسلاح مـن الليغا والألمان اكتشفوا نقطه تفوقهم!

أقصت إسبانيا مضيفة يورو 2024 ألمانيا وذلك بعدما هزمتها بهدفين لهدف فى مباراة مثيرة بربع نهائى البطولة وانتهت بعد الاحتكام لوقتٍ إضافي نجح فيه ميكيل ميرينو فى تَسْجِيلٌ هـدف قاتل فى الدقيقه 119.

وأعاد هذا الهدف الحاسم التفوق لإسبانيا التى بدأت التسجيل بهدف داني أولمو قبل ان يسجل فريتز نسخة ألمانيا مـن الأهداف القاتلة فى الدقيقه 89.

عنف للردع

المباراه جادت بالكثير مما أراده المتابعون، وأضافت لمسة عنيفة لا تخطئها العين خاصة مـن الجانب الألماني فى بدايات المباراه تهاون معه الحكـم أنتوني تايلور الذى ظن ان تجاهله للقطة أو اثنتين مـن توني كروس مـن الممكن ان تمر فى سلام فإذا بها تسفر عَنْ معركة ثأرية بين الفريقين تبادلا فيها المزيد مـن الركلات وأسفرت فى انطلاقها عَنْ اصابه بيدري وخروجه مـن المباراه، وفي خلالها عَنْ 17 كارت وفي نهايتها عَنْ كارت حمراء لداني كارفاخال الذى سيغيب ضوء عدة لاعبين عَنْ تشكيله الماتادور فى نصف النهائى.

ربما أراد تايلور تفادي انذار كروس سريعًا مع مباراة مرشحة لتكون الاخيره له فى مسيرته، لنرى هذه الْمُشَاهِدِينَ أحيانًا، لكن فى بعض الفترات تحول ثأر العنف الي شيء إيجابي أحيانًا حيـث ارتفع نسق المباراه بينما الاندفاعات البدنية والمجهود الكبير سائدًا فى اللقـاء. ربما فقط يجدر بتايلور التعلم مـن مباراة كهذه ان الحكـم الحكيم ليس هو الحكـم الذى يتأنى فى البطاقات الصفراء، بل هو الحكـم الذى يتخذ القرار الصحيح الذى يفرض عدم خروج اللاعبـين عَنْ النص فيضطر لإشهار عديد البطاقات بدلًا مـن تلك الأولى التى أغفلها.

سيطرة إسبانية ثم توازن

هذا العنف لم يمنع سيطرة إسبانيا على النصف الاول مـن الشوط الاول مع محاصرة نسبية لصالح ألمانيا التى تراجعت للخلف دون قبول لوصول اللعب بسهولة الي الثلث الأخير مـن ملعبها.

لكن الشوط الاول بشكل عَامٌ كان يُلعب بين فريقين يحملان المزيد مـن الخصال المتشابهة. فريقان يؤمنان باللعب المتدرج والضغط العالي والعكسي وإجادة اللعب فى المساحات الضيقة مع أفضلية إسبانية مفهومة فى هذا الصدد.

ولأن الخصال مشتركة وإجادة التطبيق ليس مختلفًا كثيرًا مع ميل كفة الميزان لصالح إسبانيا وصلت المباراه أحيانًا الي مرحلة اللاحراك. فقط ما كان يحركها هو ما يفعله اللاعبون، فالمدربان أجادا التخطيط وتوقفت قوتهما امام بعضهما البعض لتبدأ الحلول الفردية فى إحداث هذا الحراك مـن اثناء لآخر، فمراوغة واحده مـن هنا أو هناك تبعثر الدفاعات كَمَا حدث مثلًا فى لقطة راوغ فيها إيمريك لابورت منافسه ليروي ساني ليبعثر التحصينات الألمانية، ونفس الشيء حدث مع داني كارفاخال لكن دون مراوغات بل فى تحرك مفاجئ له مـن الجانب الأيمن الي وسـط الْمَلْعَبُ ليزيد لاعبى وسـط إسبانيا لاعـبًا ومن ثم يصبح اللاعب الخالي مـن الرقابة حتـى جاء الي حدود منطقه جـزاء ألمانيا دون مضايقة مع تلك الخطط المحكمة التى يلتزم بها كل لاعـب.

والحقيقة ان اشتراك داني أولمو بدلًا مـن بيدري كان له فائدة جمة على صعيد تلك التحركات المفاجئة، فأولمو لاعـب يجيد اللعب فى أكثر مـن مركز ما بين صانع الألعاب والمهاجم المتأخر والجناح، وقد لعب فى كل تلك المراكز اثناء المباراه وأفاد الإسبان كثيرًا.

إسبانيا الي نصف نهائى اليورو

لكن ما لم يفد الإسبان كثيرًا هو ان أولمو أقل دفاعيًا مـن بيدري أو على أقل تقدير أقل على مستوى الالتزام، وبالتالي عندما بدأت ألمانيا فى الرد وكسب الاستحواذ فى بعض فترات النصف الثانى مـن الشوط الاول، كان الضغط كثيرًا على رودري وفابيان رويز، كَمَا أحكم المانشافت القبضة على انطلاقات نيكو ويليامز ولامين يامال فى المرتدات مع مستوى مخيب للآمال مـن جانب ألفارو موراتا.

الامر نفسه كان مع كاي هافيرتز لكن بشكل مختلف، فقد نجح بينما فشل فيه موراتا على صعيد التحرك بشكل جيد وتهيئة أكثر مـن فرصة لنفسه، لكن ما فشل فيه هو تحويل تلك الكرات لأهداف ليذهب الناديان الي الاستراحة متعادلين سلبيًا.

إسبانيا تسجل وألمانيا تنتبه الي ما تتفوق فيه

عاد الإسبان بشكل قوي فى بداية الشوط الثانى ليكونوا الطرف الأفضل وكرر موراتا ما فعله كاي هافيرتز عندما نجح فى تهيئة كرة لنفسه بعد تمريرة مـن لامين يامال قبل ان يسدد عاليًا مع مضايقة تاه، لكن لامين يامال هيأ كرة أخرى الي داني أولمو الذى لم يضيع الفرصة هذه المرة وسدد على يمين نوير فى كرة استحال على الحارس الألماني المخضرم اللحاق بها.

كان على دي لافوينتي إدراك ان سر قوة إسبانيا فى امتلاك الكرة وإبعاد الخطورة عَنْ مرماها، كَمَا ان نصف ساعة كان وقتًا طويلًا للصمود إن تراجع للخلف، لكنه قرر ذلك وأخرج لامين يامال وأشرك فيران توريس فى رسالة واضحة للاعبي إسبانيا ان التبديلات بصبغة دفاعية ستتوالى لأن توريس افضل دفاعيًا مـن يامال، لكن الناخب الوطني الإسباني تجاهل إضافات يامال الاستثنائية، وربما لم يكن ليفعل ذلك إن قرر إشراك لاعـب وسـط جديد لكن استبدال بيدري بداني أولمو حرمه مـن ذلك التفكير على ما يبدو.

مع الوقت بدأت ألمانيا فى السيطرة ودفع التحصينات الإسبانية الي الخلف خاصة مع الدور المهم الذى لعبه فريتز وجمال موسيالا فى هذا الصدد لتدين لهم السيطرة.

لكن السيطرة لم تتحول لخطورة إلا عندما أدركت ألمانيا ان ما تتفوق على إسبانيا فيه حقًا هو ألعاب الهواء ليصبح اشتراك فولكروغ منطقيًا دون إخراج هافيرتز ليوفر كلاهما الحماية للآخر، بينما استمر دي لافوينتي فى تبديلاته الدفاعية بإخراج نيكو ويليامز وموراتا وإشراك ثنائي سوسييداد أويارزابال وميكيل ميرينو.

ومع إصرار مدير فني الماتادور الإسباني على عدم الاعتماد على أحد افضل مدافعي الليغا العام الماضي داني فيفيان ليُشرك ناتشو، كان فولكروغ صداعًا حقيقيًا على دفاع لاروخا الذى فقد لو نورماند بعد بطاقته الصفراء. مع توالي العرضيات كان الألمان ينتزعون التعادل عَنْ بواسطة فريتز بنفس الشكل تقريبًا.

وقت إضافي محموم وميرينو يضع بصمته المعتادة مع إسبانيا

كان وقتًا إضافيًا محمومًا جدًا ومليئًا بالصراعات البدنية والاندفاعات التى نتجت عَنْ التبديلات واشتراك لاعبين افضل بدنيًا، لكن اللمسة الختامية كانـت مـن ميكيل ميرينو.

ميرينو اشترك لقوته البدنية فى الوسـط وربما ايضا لانه يجيد الرأسيات بشكل كثير؛ فأشركه دي لافوينتي أملًا فى مساهمة خط وسطه مع دفاعه فى التصدى لعرضيات ألمانيا، لكن الهدية كانـت فى الجانب الآخر مـن الْمَلْعَبُ إذ لم يُبعد ميرينو الخطورة الألمانية فى الرأسيات بل سجل بنفسه رأسية أعادت للأذهان رأسية كارلس بويول التى أقصت ألمانيا فى نصف النهائى وقادت إسبانيا لنهائي كاس العالم 2010.

والحقيقة ان تميز ميرينو على مستوى الرأسيات يعرفه مـن يشاهدون الليغا، فاللاعب قوي جدًا فى كل جوانب الكرات الثابتة وكثير المشاكسة، ليكون نتاجًا طبيعيًا ان يسهم بشدة فى حَصَد المزيد مـن النقاط لريال سوسييداد العام الماضي.

كانـت مباراة قوية اعتبرها كثيرون نهائىًا مبكرًا، وقد وفت بالوعود تمامًا. صعود الماتادور بينما بقيت ألمانيا دون لقب على أرضها منذ لقبها الوحيد على أرضها فى كاس العالم 1974.

السابق
ألكاراز يتأهل الي الدور الرابع بفوز صعب امام تيافو
التالي
تقييم لاعبى فرنسا والبرتغال فى يورو 2024