اخبار الرياضة

فرنسا أذت بلجيكا كلما قاومت وتيديسكو حارب الطواحين!

كعادتها، أحبطت فرنسا محاولة جديدة لبلجيكا للتتويج بلقب مع افضل جيل فى تاريخها، وذلك بعدما هزمتها بهدف وحيد بنيران صديقة مـن المدافع البلجيكي يان فيرتونغن فى الدقائق العشر الاخيره مـن المباراه.

ولم تتمكن بلجيكا مـن الانتقام مـن الديك الفرنسي الذى كان قد أقصى البلجيكيين مـن نصف نهائى كاس العالم 2018، قبل ان يواصل رحلته ويتوج بطلًا للعالم آنذاك.

أفضلية لمنتخب فرنسا

رغم صعود مستوى منتخـب بلجيكا مقارنة بكأس العالم 2022، واعتباره ليس خصمًا سهلًا أبدًا امام الفرنسيين، إلا ان فارق الْجَوْدَةُ كان ما يزال واضحًا بين الفريقين فى الشوط الاول، الذى تسيده الديوك بشكل واضح بعدما حاصروا بلجيكا بشكل كثير.

السر فى ذلك كان فى الضغط العالي الهائل الذى مارسه ديدييه ديشامب ولاعبوه على عملية خروج الكرة مـن الدفاعات البلجيكية، وبدا ان هناك خطة واضحة مرسومة مـن دون ثغرات، لعدم مرور الكرة بسهولة الي الجانب الآخر مـن الْمَلْعَبُ، ما كان يجبر مدافعي منتخـب بلجيكا فى كثير مـن الكرات الي إرسالها طويلة أملًا فى التقاطها مـن جانب روميلو لوكاكو.

مباراة فرنسا امام بلجيكا فى ثمن نهائى يورو 2024

الامر لم يقتصر فقط على الضغط العالي، بل كان الضغط العكسي الفرنسي شديدًا جدًّا حتـى جاء الامر فى الدقائق العشرة الاخيره مـن المباراه، لتواصل فرنسا هجمتها على ثلاثة أو أربعة مرات دون قدرة مـن بلجيكا على شن الهجمة المرتدة عندما تخطف الكرة، بل تستعيدها فرنسا مرة اخري وتواصل هجمتها.

واستفاد الفرنسيون بشكل كثير مـن الكثافة العددية التى فرضوها فى عمق الْمَلْعَبُ، بعد انضمام الجناحين على الورق أنطوان غريزمان وكيليان مبابي لثلاثي الوسـط، والتفاهم الواضح بين ثلاثي وسـط فرنسا مع رفـع مستوى تمركز أوريلين تشواميني، الذى قدم مستوى رائعًا على صعيد الضغط العكسي، ومن ثم صعود أكثر حدة مـن نجولو كانتي صاحب الاختراقات، وأدريان رابيو الذى أظهر مستوى مميزًا جدًا فى الاحتفاظ بالكرة والتمرير الجريء امام منطقه الجـزاء.

تيديسكو يحارب الطواحين ثم يعدّل الامور

فى المقابل، خَاض دومينيك تيديسكو المباراه بطريقة 4-3-3 على الورق، لكنها تحولت فى كثير مـن الأحيان الي 5-2-3 بعودة يانيك كاراسكو، ليكون ظهير جناح أيمن اثناء الحالة الدفاعية.

أراد تيديسكو بذلك ان يغلق الجبهتين امام الهجمات الفرنسية على الأطراف، خاصة مع وجود جناح بقدرات كيليان مبابي، لكن المدير الفنى الإيطالي اكتشف أنه يحارب طواحين الهواء بعدما اكتفت الديوك بهجمات خجولة مـن الأطراف، عَنْ بواسطة ظهير أحدهما لا يمكنه الهجوم وحده مثل جوليس كوندي، وتأتيه المساندة مـن اثناء لآخر مـن نغولو كانتي أو أنتوان غريزمان.

هذا التكتيك وضع كيفين دي بروين فى وضعية دفاعية مستمرة، بعد ان أصبح مجبرًا على الوجود الي جانب أمادو أونانا ليقضي غالبية الشوط الاول يركض خلف غريزمان وكانتي، وتشواميني الذى أضاع فرصة هائلة مـن دَاخِلٌ منطقه الجـزاء بعدما أطاح بالكرة فوق العارضة.

تعديل الامور مـن تيديسكو أتى فى الشوط الثانى، بعدما أخرج أوبيندا الذى لم تصله الكرات، لأن بلجيكا كانـت غير قادرة على نقل الكرة الي الجانب الآخر مـن الْمَلْعَبُ، ومن ثم صارت الحاجة الي أخذ خطوة للوراء مـن اجل الانطلاق، فزاد عَدَّدَ لاعبى الوسـط واحدًا، بعد ان اشترك مانغالا ليتحرك كيفين دي بروين ليكون رأسًا مثلثًا فى الوسـط، ويصبح أكثر حرية ليبدأ البلجيكيون فى مبادلة الفرنسيين الهجمات، وكادوا يسجلوا مـن أكثر مـن محاولة، سواء مـن دي بروين نفسه الذى سدد كرة خطيرة تصدى لها مانيان قبل دقيقة مـن هـدف الفرنسيين، أو حتـى كرات مـن لوكاكو وكاراسكو الذى تحول ليصبح جناحًا باستمرار، على ان يتم تثبيت كاستانيي كظهير أيمن صريح، بدلًا مـن ذلك التأرجح بين الظهير وقلب الدفـاع الأيمن.

وصحيح ان هذا التعديل تسبب فى حصول جوليس كوندي على بعض الأريحية فى الاختراق مـن اليمين، ولعب عدة كرات عرضية أرضية مؤثرة، إلا أنه بشكل عَامٌ حسن كثيرًا مـن شكل بلجيكا فى الْمَلْعَبُ، وجعلها قادرة على إحداث بعض الأضرار للدفاعات الفرنسية!

كرة مشتركة ثمينة وهدف عكسي جديد!

تحسنت بلجيكا، لكن هذا لم يمنع فرنسا مـن الاستمرار فى المحاولة، فكاد مبابي ان يسجل مـن تسديدة خرجت فوق العارضة، بعدما تخلص مـن لاعبين أحدهما كيفين دي بروين الذى لم يتخلَ عَنْ مساعدة زملائه دفاعيًّا. قبلها كان مبابي يتلقى عرضية أرضية مـن كوندي سددها ضعيفة، وبعدها تلقى أخرى مـن كوندي سددها فوق العارضة، لترسل فرنسا رسالة واضحة أنه مع اى تعديل لرفع مستوى هجـوم “رأس الحربة” بلجيكا، سيُقابل بقدرة فرنسية أكبر على صناعة الفرص على المرمى البلجيكي.

هـدف فرنسا جاء مـن كرة انتهت عند راندال كولو مواني، الذى التف ليسدد كرة ضعيفة فى المتناول، لكنها اصطدمت بساق فيرتونخن، لتغير مـن اتجاهها وتصدم الجمهور الأحمر الغفير بسكونها للمرمى قبل أقل مـن 10 دقائق على النهايه.

الملاحظ فى ذلك الهدف هو ذلك التراخي الكبير مـن كاستاني، فى محاولة كسب كرة مشتركة كان أقرب لها مـن ثيو هيرنانديز، فإذا بالأخير يضغط ويكسبها ليمرر لزملائه على حدود المنطقة، اى ان ذلك التناقل الذى أدى للهدف كان مـن كرة أقرب لبلجيكا مـن فرنسا، وهو ما يوضح اهميه الاستمرار فى كسب الثنائيات وعدم التراخي إزاءها فقد تكون عواقبها وخيمة.

السابق
فريق الزمالـك يبدأ تجهيز سباعي النادي لمباراة فاركو
التالي
جـدول مباريات فرنسا فى يورو 2024 وجميع القنوات الناقله