مـن على شفا جرف واحده مـن أسوأ هزائمها منذ اعوام، قلبت إنجلترا خسارتها امام سلوفاكيا لتفوز (2-1) لتبلغ ربع نهائى بطوله يورو 2024 المقامة فى ألمانيا.
وضع إيفان شرانز سلوفاكيا فى المقدمة الدقيقه الخامسه والعشرين وسـط أداء خجول مـن المنتخـب الانجليزي الذى استطاع مـن التعديل بداية بفضل جود بيلينغهام فى الوقت بدل الضائع قبل ان يهدي كين بلاده هـدف الفـوز فى الدقيقه الأولى مـن الشوط الإضافي الاول.
وكان مـن الممكن ان تضاعف سلوفاكيا النتيجة فى أكثر مـن مناسبة بعد الهدف بينما لم تتسم محاولات إنجلترا بالجدية المتوقعة، إذ لم يتمكن كين ورفاقه مـن توجيه اى تسديدة بين العارضة والقائمين اثناء الوقت الأصلي كاملًا.
ويعد هـدف هاري كين الذى تأهلت به إنجلترا هو اسرع هـدف فى الوقت الإضافي فى تاريخ المنافسه (50 ثانية).
وبذلك تكون إنجلترا قد فازت بمبارياتها الأربعة الاخيره بعد ان استقبلت شباكها أولاً فى بطوله امم أوروبا، بعد خسارتها فى أول ست مباريات. فقط فرنسا (5) هى التى فازت بأكبر عَدَّدَ مـن المباريات بعد ان استقبلت شباكها لأول مرة فى تاريخ المنافسه.
وكان هـدف التعادل الذى سجله جود بيلينغهام فى الدقيقه (94:34) هو أول تسديدة لإنجلترا على المرمى امام سلوفاكيا. وكان هذا أيضًا أحدث هـدف تم تسجيله على الإطلاق فى الوقت الأصلي فى بطوله كبرى (كاس العالم/كاس الأمم الأوروبية).
وخاض القائد هاري كين مباراته الرسمية رقم 79 مع منتخـب إنجلترا، أكثر مـن اى لاعـب آخر فى تاريخ المنتخـب.
نفس المشكلة لمدرب إنجلترا
مرة أخرى تكمن مشكلة إنجلترا فى المدرب غاريث ساوثغيت، الذى لا يعرف الطريقة المثلى لاستيعاب لاعبيه. منتخـب الأسود الثلاثة افتقر الي الحلول ولم يظهر بالشكل المتوقع رغم قوة تشكيلته، واعتمد على لحظات مـن التألق الفردي.
إنجلترا تمتلك لاعبين هم الأفضل فى الدورى الانجليزي والدوري الألماني والدوري الإسباني وتلعب بطريقة لا تعبر عَنْ فريق كثير، النادي فاقد للهوية بشكل واضح.
قرر ساوثغيت إجراء تغيير واحد فقط على فريقه بنزول كوبي ماينو بدلًا مـن كونور غالاغر فى الوسـط، وما يؤكد أنه لا يعرف الطريقة المثلى لفريقه يجب ان نعرف ان لاعـبًا مثل بوكايو ساكا لعب تقريبًا فى 4 مراكز اليـوم (جناح أيمن، ظهير أيسر، جناح أيسر خلفي، جناح أيمن خلفي).
الفشل فى التغلب على طريقة الضغط
كان بناء اللعب مـن الخلف أمرًا شاقًا على إنجلترا، لقد واجهوا صعوبات فى اللعب مـن اثناء ضغط سلوفاكيا المبكر، حيـث كانـت سلوفاكيا جريئة فى المراحل الأولى مـن المباراه، وضغطت بقوة بأسلوب يورغن كلوب 4-3-3.
شكل المهاجمون الثلاثة ويعاونهم ثلاثة مـن لاعبى الوسـط كتلة ضيقة مـن ستة لاعبين عانت إنجلترا أمامهم للخروج بالكرة. مع بناء إنجلترا اللعب بأربعة لاعبين فى الدفـاع التقليديين ممتدين عبر الْمَلْعَبُ وديكلان رايس فى خط مع ماينو، كانـت المباراه عبارة عَنْ مواجهه عددية مكونة مـن ستة لاعبين مقابل ستة بالإضافة الي جوردان بيكفورد كرجل حر فى مساحة ضيقة.
لم تكن إنجلترا مبدعة للغاية فى استغلال بيكفورد كرجل إضافي، وهنا كرة القدم الحديثة، كيف تستغل حارس المرمى ليكون عنصرًا إضافيًا فى التحضير وتجبر أحد لاعبى الخصم للضغط وتحرير زميلك الآخر.
لكن المنتخـب الانجليزي نسي ان الحارس جزء مـن الكرة الحديثة، ما شجع سلوفاكيا لإجباره على لعب الكرة على الطرف لكايل ووكر أو كيران تريبيير قبل ان تضغط عليهم بأقرب لاعـب لهم.
استهداف جبهة كايل ووكر
كان هناك تكتيك واضح مـن المنتخـب السلوفاكي فى نصف الساعة الاول -فى كل مرة يحصلون فيها على الكرة- كانوا يتطلعون الي الهجوم مـن الجهة اليسرى لهم أو اليمنى لإنجلترا بقيادة كايل ووكر.
يعتبر الظهير الأيمن لمانشستر سيتي مـن افضل اللاعبـين فى مركزه بفضل انطلاقاته الهجومية، وهو ما جعل سلوفاكيا تحاول استغلال المساحة خلفه وصنعت الفرص، حيـث احتاج أحدهم الي تصدٍّ شجاع مـن مارك غويهي لإنقاذ هـدف.
بحثت سلوفاكيا كثيرًا عَنْ الكرات العكسية الي لوكاس هارسيلين خلف ووكر، حتـى عندما كان صانع الألعاب ستانيسلاف لوبوتكا يكون فى الجانب الآخر كان يستدير ويحول اللعب الي جانب ووكر.
سلوفاكيا.. ثوانٍ معدودة تهدر جهدًا كثيرًا
لعبت سلوفاكيا بشكل جيد طوال الوقت، امتازوا بالشجاعة والسرعة وصنعوا الفرص (11 فرصة لهم مقابل 11 فرصة لإنجلترا)، وحصلوا على تقـدم مستحق ثم دافعوا بشكل جيد فى أغلب الأحيان.
لكن مشكلة سلوفاكيا كانـت فى نقص الانتباه وهفوتين فى حوالى 60 ثانية، وهذه التفاصيل حسمت كل شيء، لكن هذا لا يمنع أنهم خاضوا مباراة كبيرة وبطولة كبيرة ظهر فيها النجـم شرانز صاحب الهدف.
وتصدر شرانز لاعـب سلوفاكيا ترتيـب الهدافين فى البطولة برصيـد 3 اهداف بالتساوي مع الألماني جمال موسيالا والجورجي ميكاوتادزه بينما رفـع بيلينغهام رصيده الي هدفين حاله كحال مواطنه كين.
