يدخل منتخـب إسبانيا مباراته امام جورجيا بمعنويات عاليه، بعدما حَقَّق الْعَلَّامَة الْكَامِلَة فى دور المجموعات بطوله يورو 2024، حاصدًا 9 نقاط مـن 3 مباريات، وقدّم لا روخا أداءً مميزًا فى دور المجموعات، حيـث بدأ مشواره بفوز عريض على كرواتيا بنتيجة 3-0، ثم حَقَّق انتصارًا هامًا على إيطاليا حاملة البطولة بهدف وحيد.

على الورق تبدو المواجهة غير متكافئة على الإطلاق، فالحاضر القريب شهد 10 اهداف إسبانية فى شبـاك جورجيا اثناء تصفيات التأهل لأمم أوروبا، اما تاريخ لقاءات الفريقين فقد شهد فـوز إسبانيا فى ست مباريات رسمية.

دي لا فوينتي يحاول لاستمرار انتصارات إسبانيا امام جورجيا

لكن صعوبة المباراه على المنتخـب الإسباني تكمن فى ان امم أوروبا تمر حاليًا بفترة ظهور منتخبـات كبرى، ومجموعات مـن اللاعبـين يعرفون كيفية المنافسة، والنجوم الذى يحسمون المباريات الهامة. كل هذه العوامل تمثل ساحة جديدة للمجموعة التى يقودها لويس دي لا فوينتي. على ان الأخير بعث بإشارات مضيئة فى اثناء أول بطوله كبرى خاضها؛ دورى الأمم الأوروبية.

ولا يعتمد المنتخـب الإسباني على المهارات الفردية بل الأسلوب الجماعي بين عناصر فريق جديد؛ لكن روح الأسرة بينما بينهم ربما تكون اهم إنجازات لويس دي لا فوينتي. لدرجة ان هناك لاعـبَين -ناتشو فرنانديو وخوسيلو ماتو- أعلنا اثناء وجودهما مع معسكر منتخـب إسبانيا رحيلهما عَنْ ريال مدريد الي فرق أخرى لخوض مغامرات جديدة، دون ان يحدث ذلك اى ضجة أو يؤثر فى مستواهم.

وأصبح ناتشو قادرًا على اللعب مرة أخرى بعد ان غاب عَنْ مباراتي إيطاليا وألبانيا، كَمَا ارتفعت فرص أليخاندرو غريمالدو فى اللعب بعد ان قدم مستوى رفيعًا. وكذلك داني أولمو. إلا ان جميع المؤشرات تفيد بأن تشكيل إسبانيا الاساسى لن يشهد تغييرات كبرى.

حصل (لاروخا) على قسط وافر مـن الراحة، بزيادة يومين عَنْ منافسه، فضلا عَنْ ان العناصر الأساسية حصـلت على راحة اثناء لقاء ألبانيا بعد الفـوز بأريحية على كرواتيا وتقديم افضل مستوى ممكن مـن كرة القدم ليتذكر الجميع المنتخـب الإسباني فى 2012. بالتالي يضاف عامل الراحة الي عقلية الفـوز التى يتمتع بها منتخـب إسبانيا مـن اجل تجاوز أول عقدة فى بواسطة صعب نحو نهائى برلين.

فبعد جورجيا، قد يصطدم ابناء لويس دي لا فوينتي حال فوزهم فى ثمن النهائى، بمنتخبات مثل ألمانيا صاحبة الأرض أو فرنسا أو البرتغال، إلا ان هناك حالة مـن الصمت تجاه هذه الفكرة، ويسير المنتخـب بعقلية كل مباراة على حدة؛ تجنبًا للإفراط فى الثقة أو التهاون. فضلًا عَنْ عودة أوناي سيمون لحراسة مرمى المنتخـب الذى لم تستقبل شباكه سوى هـدف وحيد.

ويلعب داني كارفاخال وروبن لونورمان مهددين بالإيقاف فى ربع النهائى إذا حصلوا على اى كارت صفراء، فى خط دفاع يكمل عقده لابورت وكوكوريا، والأخير يعد مفاجأة إسبانيا فى اليورو. إضافة الي وجود لامين يامال ونيكو ويليامز، مع رودري فى القيادة وفابيان فى قمه مستواهما. ويلعب بيدري فى مركز الوسـط المهاجم أمامه ألفارو موراتا كمهاجم.

على الجانب الآخر، يسعي الحصان الأسود فى يورو 2024 الي الذهاب لأبعد مدى ممكن بعد وصوله الي ثمن النهائى فى أول مشاركة له فى هذه البطولة الكبيرة، ورغم إدراكه بأوجه الضعف لديه، لن يتوانى النادي عَنْ لعب كرة القدم، فليس لديه ما يخسره “وهذا شيء جيد” كيفما اعلن مدربه ويلي سانيول مهندس هذا المشروع الذى يضم جورجي مامارداشفيلي حارس مرمى فالنسيا، وخفيتشا كفاراتسخيليا مهاجـم نابولي، وكذلك الصاعد جورجيس ميكاوتادزه لاعـب ميتز وهداف البطولة بواقع ثلاثة اهداف وصناعة آخر.

ويلعب المنتخـب الجورجي بدفاع مـن خمسة لاعبين مدمج بشدة مع الوسـط ما يصعب عملية تناقل الكرة بين الخطوط، ومع وقوف مامارداشفيلي بين الخشبات الثلاثة، افضل حارس مرمى حتـى الان فى البطولة، بفضل التصديات العديدة التى نفذها بنجاح- 20 إجمالاً- ستحاول جورجيا إيقاف الموجات الهجومية الهادرة التى يعد لها لويس دي لا فوينتي.

ومثلما فعلت امام البرتغال، ستستعد جورجيا بسلاح الهجمات المرتدة، ولديها عامل الْجَوْدَةُ ممثلا فى كوشوراشفيلي بخط الوسـط أمامه الثنائي الخطير كفاراتسخيليا وميكاوتادزه، وحين يحصلان على المساحات التى يحتاجان اليها تتضاعف خطورتهما لأقصى درجة ويصبحان فتاكين.

تعيش جورجيا حلمًا سعيدًا بوصولها الي ثمن النهائى لكنها لن تكون لقمة سائغة لإسبانيا، خاصة ان ذكرى الخسارة الثقيلة التى مني بها الجورجيون على يد الإسبان 7-1 لا تزال حاضرة فى الأذهان منذ سبتمبر/أيلول الماضي فى مرحلة التصفيات، وسيحاول منتخـب جورجيا العمل على ان يلتئم هذا الجرح بمعجزة أخرى مـن شأنها إطالة الحلم.