اخبار الرياضة

أخيرًا البرازيل سريعة ومعركة مفيدة!

أجهزت البرازيل على منافستها باراغواي فى المباراه التى جرت بين الفريقين ضوء الجولة الثانية مـن كوبا أمريكا 2024، ليعوض السيليساو ما فاته بعد التعادل المخيب فى الجولة الافتتاحية امام كوستاريكا.

البرازيل تمكنت بتلك النتيجة مـن قطع خطوة كبيرة نحو بلوغ الدور ربع النهائى كوبا أمريكا 2024، بعد وصولها للنقطة الرابعة خلف كولومبيا المتصدرة، والتي سحقت كوستاريكا بثلاثية نظيفة، لتصبح المواجهة الاخيره بين كولومبيا والبرازيل حاسمة فى مسألة الصراع على قمة المجموعة، بينما باتت كوستاريكا مُطالبة بتحقيق نتيجه كبيرة للتأهل شريطة خسارة رفاق فينيسيوس جونيور امام رفاق خاميس رودريغيز.

أخيرًا.. البرازيل سريعة!

ما الفارق بين مباراة اليـوم ومباراة كوستاريكا؟ الحقيقة أنه قبل تَسْجِيلٌ البرازيل للهدف الافتتاحي لا شيء مختلف تقريبًا مع استثناءات قليلة! منتخـب مـن دون خطة واضحة، واعتماد واضح على الفردية والارتجال لا تخطئه العين. ربما الفارق فقط فى حراك أحدثه وجود سافيو أساسيًّا، بعدما تألق فى المباراه الأولى عندما حل بديلًا لرافينيا.

بمجرد ان لعبت البرازيل بسرعة اختلف الامر تمامًا، فمع تكتلات مثل التى تفرضها المنتخبات التى تواجه البرازيل، فإن الحاجة للجماعية والسرعة أمر مهم، اما الفردية فلا يمكن تجاهل أهميتها شريطة ان تكون فى ضوءٍ ما، كأن يوصل المدرب الكرة بتكتيكاته الي فينسيوس جونيور أو سافيو فى موقف 1 على 1، ومن ثم يُظهران ما لديهما، لكن ان يكون كل لاعـب برازيلي مهاري مُطالبًا بتجاوز لاعبين أو ثلاثة، فإن هذا الامر استثناء لا يمكن بناء خطة عليه.

أدرك البرازيليون هذا الامر، عندما حل توقيت الهدف الاول الذى جاء عبر عمل جماعي كثير وسريع، تم اختراق عمق وسـط باراغواي لتصل البرازيل الي مبتغاها، وتعوض إخفاق لوكاس باكيتا فى ركلة الجـزاء الأولى بشكل غريب!

مشكلة بارغواي أنها قبل تَسْجِيلٌ الهدف الاول كان بإمكانها تنفيذ عَدَّدَ مـن الهجمات المرتدة، إلا ان سعي أكثر مـن لاعـب لضمان الكرة وإطالة زمن الهجمة جرد باراغواي مـن اى فكرة لإيذاء البرازيل، والغريب ان مـن تزعم هذه الفكرة كان نجم النادي ألميرون، فعلى سبيل المثال كان نجم نيوكاسل عائقًا حقيقيًّا امام تنفيذ هجمة مرتدة سريعة، فيها عَدَّدَ قليل مـن لاعبى الفريقين فى نصف ستاد البرازيلي، فإذا بألميرون يستمر فى طلب الكرة فى قدمه، ويمرر عرضيًا بدلًا مـن تغيير اللعب على الجناح الأيسر الي بوباديّا، أملًا فى وصوله لموقف 1 على 1 قريبًا مـن منطقه الجـزاء.

معركة مفيدة!

بمجرد تَسْجِيلٌ البرازيل للهدف الاول اختلفت المباراه تمامًا، فبات بطل العالم 5 مرات يلعـب بارتياحية أكبر، كَمَا عثر الأطراف على مساحات يمكن ضربها فى الدفاعات الباراغويانية، جرّاء محاولات أجنحة باراغواي الاندفاع للهجوم.

لكن هـدف المباراه الثانى أتى مـن شيء آخر افتقدته البرازيل فى المباراه الماضية، وهو التحرك المفاجئ والمختلف عما ينتظره المنافس، وذلك بعد تحرك ذكي مـن الظهير الأيسر وينديل، الذى توغل خلف دفاعات باراغواي ليتلقى تمريرة ممتازة مـن لوكاس باكيتا، لتصل الكرة الي رودريغو، ثم يسجل سافيو مـن خطأ الدفاعات الباراغوايانية.

وعلى سيرة وينديل، فقد قدم مباراة افضل كثيرًا مـن تلك التى قدمها الظهير أرانا، الذى يلعـب بكلاسيكية شديدة قد تصلح فى بعض المباريات، لكنها لا تصلح فى تلك المباريات المُغلقة التى يريد فيها فينسيوس جونيور لظهير يسانده بالتمويه، ويتحرك فى عمق الْمَلْعَبُ عندما يلتزم فينسيوس الخط، وهو ما لم يفعله أرانا.

البرازيل تفوز على باراغواي 4-1 فى كوبا أمريكا

زاد توتر المباراه كثيرًا مع تلك اللقطات الاستعراضية التى كان يسعي فينسيوس جونيور فعلها، ليفقد بعضٌ مـن لاعبى باراغواي أعصابهم، لتشتعل معركة على مرمى حجر مـن نهاية الشوط الاول انخرط فيها كثيرون مـن لاعبى الفريقين، مع توعد مـن إنسيزو الي فينسيوس جونيور، الذى بدأ فى الإشارة بيديه للاعبي باراغواي، وما بين هذا وذاك، كان كبار الفريقين غير قادرين على إيقاف ما يحدث.

لكن تلك المعركة كانـت مفيدة للبرازيل، بعدما فقد لاعبو باراغواي تركيزهم، ليغطي عمر ألديريتي التسلل بمسافة كبيرة، ورغم استحواذه على الكرة امام رودريغو، إلا ان ترويضه للكرة كان سيئًا جدًّا، بعدما ضغط عليه فينسيوس جونيور، وسجل مـن مسافة قصيرة لتجهز البرازيل على المباراه تمامًا.

ربع ساعة باراغوايانية ثم سيرك برازيلي مع وقف التنفيذ

بداية الشوط الثانى كانـت غير متوقعة، فصحيح أنه مـن المنطقي ان تحاول باراغواي التسجيل، إلا أنه ما لم يكن منطقيًّا ان يتفوق النادي الأضعف بهذا الشكل، وهو فى حالة مـن الانهيار النفسي، بعدما سجل أمامهم مجددًا الرجل الذى توعدوه.

لكن ربما كانـت دقائق الاستراحة مفيدة جدًّا فى رفاق ألميرون، فقد ضغطوا بقوة وحاولوا التسجيل، وكان لهم ما أرادوا بسرعة بعد هـدف ألديريتي الذى سدد بقوة محرزًا هـدفًا جميلًا فى شبـاك أليسون بيكر، الذى لم يكن قادرًا على التعامل بنفس سرعة الكرة.

مع تأخر الهدف الثانى الباراغواياني، بدأت الامور فى العودة لمجاريها ونجحت البرازيل فى استعادة الزمام، لتقدم سيركًا فى نصف الساعة الأخير، لكنه كان سيركًا مع إيقاف التنفيذ، يبرع فيه لاعبو البرازيل فى اختراق الدفاعات الباراغوايانية، لكنهم لا يستغلون الفرص ويفقدون الانتباه عند دخول الهجمة الي مراحلها الاخيره، وربما ساعد فى ذلك التبديلات الكثيرة التى أجراها المدير الفنى الذى أراد إراحة أكبر عَدَّدَ مـن اللاعبـين، بعدما ضوء الفـوز بنسبة كبيرة.

كان مهمًّا ان يسدد لوكاس باكيتا مجددًا عندما لاحت له فرصة التسجيل مـن ركلة جـزاء ثانية، فإذا به يستعيد الثقة ويسجل هـدفًا رابعًا للبرازيل، لتنتهي اى مقاومة للفريق الأبيض والأحمر، وتحصد البرازيل نقاط المباراه كاملة.

السابق
زلزال بيرو يُخيم على مباراة الأرجنتين و”لا بيكولور”
التالي
مدير فني عراقي يحذر كاساس مـن “فخ” فى التصفيات الآسيوية