سجل ماتيا زاكايني هـدفًا قاتلًا فى الدقيقه 98 فى شبـاك المنتخـب الكرواتي ليقود منتخـب إيطاليا الي وصافة المجموعة التى تصدرتها إسبانيا، ويعادل الأتزوري هـدف الكروات الذين تبقى لهم أملٌ واهٍ ببلوغ الدور الثانى إذا ما لعبت بقية النتائج لصالحهم.
تعـادل اليـوم كان غاليًا للطليان فقد تأهلوا بالحد الأقصى الذى يحققه الأتزوري امام كرواتيا، إذ إن إيطاليا لم تحقق الفـوز قط على كرواتيا فى مباراة رسمية بعدما خسرت أمامها 2-1 فى مونديال 2002، بينما انضم تعـادل الـ1-1 اليـوم الي مجموعه لا تنتهي مـن التعادلات 1-1 بين الفريقين دون اى نتيجه تعـادل أخرى! بل فى الواقع فإن إيطاليا لم تهزم كرواتيا حتـى فى الوديات منذ عَامٌ 1942 عندما قررا ان يلعبا معًا فى منتصف الحرب العالميه الثانية.
أفضلية لمنتخب إيطاليا
قدّم المنتخـب الإيطالي مباراة جيدة استطاع فيها لوتشيانو سباليتي مـن تعديل بعض الامور عَنْ كارثة مباراة إسبانيا. لن تواجه فريقًا بنفس قوة الماتادور فى السيطرة على المباراه، لذلك كان لخليط هبوط مستوى المنافس مع تعديلات المدير الفنى لإيطاليا فارقٌ كثيرٌ فى ظهور الأتزوري بشكل افضل كثيرًا بعدما غيّر مدير فني نابولي وروما السابق فى تكتيكات النادي بشكل واضح.
وعلى صعيد التشكيلة، قرر سباليتي أنه لن يتوقف كثيرًا عند الأسماء، فأخرج فيديريكو كييزا مـن التشكيلة رغم أنه كان نجم إيطاليا فى البطولة الماضية، ودفع ايضا بريتيغا بدلًا مـن سكاماكا، ورغم ان فارق المستوى واضح لصالح سكاماكا فإن ريتيغا تمتع بروح قتالية كبيرة وكأنه يدرك أنها فرصته لفرض اسمه وكسب رهان مدربه ففاز بـ10 مـن أصل 13 صراعًا ثنائيًا دخلها وكسب المزيد مـن الأخطاء للطليان.
إيطاليا كانـت قريبة جدًا مـن افتتاح التسجيل بعد رأسية باستوني لولا ان أخرجها ليفاكوفيتش مـن تحت العارضة، ليداري حارس كرواتيا على عديد الثغرات التى يعاني منها الدفـاع الكرواتي ليس فقط فى هذه المباراه بل منذ مدة.
كرواتيا تسجل
لكن الكروات هم مـن لاحت لهم الفرصة الأسهل فى المباراه بعدما حصلوا على ركلة جـزاء أضاعها لوكا مودريتش وتصدى لها جيانلويجي دوناروما الذى أصبح أول مـن يتصدى لركلة جـزاء لإيطاليا منذ ان فعلها جيانلويجي بوفون امام رومانيا فى يورو 2008.
لكن مودريتش عاد وسجل هـدف التقدم رغم أفضلية إيطاليا فى المباراه عمومًا قبل تَسْجِيلٌ كرواتيا هدفها، كان المنتخـب البلقاني هو الأكثر استحواذًا وامتلاكًا للكرة دون أفضلية، كيف لا وهو يمتلك لوكا مودريتش ومارسيلو بروزوفيتش؟! وتأسيس المنتخـب ككل يعتمد على ذلك الاحتفاظ المطول بالكرة لحين الوصول لمناطق الخطورة، لكن هجـوم “رأس الحربة” كرواتيا كان مشكلة حقيقية للفريق لدرجة ان داليتش قرر ان يخرج ثلاثتهم!
وعلى سيرة لاعبى الوسـط، فنيكولا باريلا ما يزال أحد اهم اللاعبـين المهمين جدًا فى منتخـب إيطاليا، فهو اللاعب الوحيد القادر على الإلهام فى اى طريقة لعب يختاره الأتزوري، ما بين الاستحواذ أو المرتدات أو حتـى المساندة على الأطراف.
روح ديل بييرو حاضرة
بعد الهدف الكرواتي ضغط الطليان بشدة بغية تَسْجِيلٌ هـدف التعادل. ربما كان ضغطًا عشوائيًا متوترًا فى بعض الأحيان؛ لكنه فى نهاية الامر أتى بثماره بهدف يُعيد الي الأذهان كثيرًا هـدف أليساندرو ديل بييرو الحاسم فى شبـاك الألمان فى نصف نهائى كاس العالم 2006. صحيح ان هـدف ديل بييرو أصعب وتم تسجيله بحرفية شديدة، إلا ان ماتيا زاكايني امتلك رباطة جأش كبيرة ليسدد بهذه الطريقة فى آخر فرص منتخـب بلاده فى المباراه التى امتدت لـ 8 دقائق إضافية احتسبها الحكـم.
لكن هـدف إيطاليا لم يكن ليُسجّل دون عمل كثير جدًا مـن مدافـع إيطاليا ريكاردو كالافيوري الذى قطع مسافة طويلة جدًا اثناء الهجمة مستعينًا بزملائه قبل إراحته للكرة لزاكايني.
هذه اللقطة لم تكن لقطة كالافيوري، فقد كان ثاني أكثر مـن قدم تمريرات مفتاحية لإيطاليا فى المباراه بعد جياكومو راسبادوري الذى نفذ 4 تمريرات مفتاحية مقابل 3 لكالافيوري الذى قطع مسافة 12,1 كم وهي مسافة يقطعها لاعبو الوسـط عادةً، بل ولاعبو الوسـط مـن ذوي القدرات البدنية المميزة!
