أنقذ نيكلاس فولكروغ قمة ألمانيا عندما سجل هـدفًا قاتلًا متأخرًا انتزع به التعادل الإيجابي امام سويسرا فى يورو 2024، ليُبقي قمه المجموعة لصالح الناسيونال مانشافت بعدما ارتفع رصيده الي 7 نقاط تاركًا سويسرا فى وصافة المجموعة برصيـد 5 نقاط.
المنتخـب الألماني تفادى سيناريو مزعجًا كان ليجبره على مواجهه فرق أكثر قوة يمكن تاجيل مواجهتها الي ربع النهائى وذلك رغم ان يوليان ناغلسمان لم يُرِح كثيرًا مـن لاعبيه الأساسيين بعد ضمان التأهل الي الدور القادم.
حل ألمانيا كان واضحًا منذ البداية
اصطدم بطل العالم فى 4 مرات سابقة بكثافة عددية كبيرة للفريق السويسري فى الحالة الدفاعية. هذا لم يمنع الألمان مـن ديناميكيتهم الواضحة فى تنويع أساليب الهجوم واستخدام الأطراف بشكل مميز للوصول لمنطقة جـزاء بلاد الحياد.
لكن أغلب القصص كانـت تنتهي دَاخِلٌ منطقه جـزاء سويسرا دون نجاح كثير، فالعدد الأحمر كان أكثر، وقوتهم البدنية كانـت واضحة ما قوّض كثيرًا مـن قدرة كاي هافيرتز وجمال موسيالا وحتى إيلكاي غوندوغان على التسديد مـن مسافات قصيرة.
فابيان شار ورفاقه كانوا جاهزين للانقضاض بسرعة على اى محاولة لتسلم الكرات والالتفاف للتسديد مع شيء مـن الخشونة المشروعة بينما عدا لقطة كان مـن الممكن ان يعيد فيها الفار الحكـم أورساتو الي شاشة المراجعة بعد تمسك مدافـع سويسرا بماكسيميليان بيير مانعًا إياه مـن التسديد مـن دَاخِلٌ المنطقة.
هل يريد منتخـب ألمانيا مهاجـمًا صريحًا؟
كل شيء كان يُشير الي ان ألمانيا تحتاج رأس حربة صريحًا. تحتاج لاعـبًا قَوَيًا يمكنه تحمّل كل هذه المحاصرة والضغط والمنع. لاعـب يمكنه ان يجعل أطراف ألمانيا تحول عرضياتها مـن أرضية عكسية الي هوائية قد يلتقط مهاجمو ألمانيا بعضها.
فعلها ناغلسمان أخيرًا فى الدقيقه (75) لكنه فعلها متأخرًا بشكل واضح، فأي وقت بعد بداية الشوط الثانى كان يُعتبر متأخرًا وإهدارًا للمجهود الألماني فى إيصال الكرة الي دَاخِلٌ منطقه الجـزاء.
التفسير الوحيد لقرار ناغلسمان كان ما فعله وقت التبديل وهو إخراج موسيالا وليس كاي هافيرتز الذى أبقى عليه المدير الفنى الألماني، فلربما قصد بذلك تكثيف طوال القامة البارعين فى الألعاب الهوائية ومساندة نيكلاس فولكروغ وليس تركه وحيدًا. ولفعل ذلك لم يكن ممكنًا إجراء هذا التبديل بين الشوطين لأن الاستغناء عَنْ موسيالا مبكرًا كان دربًا مـن الجنون.
متلازمة سويسرا العجيبة
لا أحد يفهم، كيف تفعل سويسرا هذا الامر؟ متلازمتهم مستمرة لنحو 10 اعوام وربما يزيد. أحضر هؤلاء اللاعبـين الجيدين والمطعمين ببعض المميزين وضَعهم فى اى منتخـب آخر بنفس اسم وسمعة سويسرا وستجدهم لا يحققون نفس النتائج ولا يقدمون نفس الأداء القوي امام الكبار.
يمكن ان تسمّي عدة لاعبين مـن العينة الممتازة فى سويسرا، لكن لا يمكن أبدًا ان تقول إنهم يمتلكون لاعبين باهرين فى كل المراكز، ومع ذلك هم دائمًا مزعجون أقوياء، يتمتعون بذكاء فائق وثبات ذهني واضح. لا يخشون الكبار ومستعدون لمقارعتهم فى المزيد مـن المباريات دون مشكلة.
سويسرا اليـوم كانـت الطرف الأقل ومع ذلك كانـت قادرة على تهديد المرمى الألماني فى مرتدات خطيرة، ولو تأنّى روبين فارغاس للحظة فى عدم الركض بسرعة لاحتسب هدفه المُلغى.
اما على الصعيد الدفاعي فقد أظهروا صلابة كبيرة رغم محاصرتهم لفترات طويلة فى المباراه. فى كثيرٍ مـن الأوقات تنهار المنتخبات بفعل الأخطاء البسيطة التى يتعاظم أثرها بسـبب التراجع للخلف بشكل مبالغ فيه، لكن هذا لم يحدث مع سويسرا، والهدف الوحيد جاء مـن عرضية اقتنصها فولكروغ، وحده فولكروغ كان القادر على اقتناصها.
