يسعي نجم منتخـب فرنسا بول بوغبا بطريقة ما، الخروج مـن دوامة المشكلات المتلاحقة، التى دمّرت مسيرته فى السنوات الاخيره، وكتبت له نهاية حزينة بعد بداية مشرقة، سرعان ما أطفأ ألقها، عثراته المتكررة خارج المستطيل الأخضر.
وبعد تكبّده صدمة إعلان إيقافه عَنْ النشاط لمدة 4 أعوام، بسـبب ثبوت تعاطيه مادة منشطة محظورة، وقبل ذلك تعرضه قبل عامين لحادثة ابتزاز وتهديد مـن إحدى العصابات، يبدو انّ النجـم الفرنسي بات يبحث عَنْ “السكينة والسلام الداخلي” بطرق أخرى، تبعده قدر الإمكان عَنْ الدراما اليومية التى يعيشها.
وبسبب كل المستجدات التى حدثت فى الأشهر الاخيره، ذكرت اخبار صحفية انّ قرار يوفنتوس المتوقّع بفسخ عـقد “نجم الديوك” السابق بعد نهاية شهر يونيو/حزيران الحالي، قد يدفع الأخير لإعلان اعتزاله كرة القدم رَسْمِيًٌّا فى سن 31 عَامًٌا.
بوغبا يبحث عَنْ السلام بين المسجد والكنيسة
وفي ضوء الهروب مـن إحباطات الحاضر، قام بوغبا بزيارة خاطفة الي كوت ديفوار، مصحوبًا بزميله السابق فى مانشستر يونايتد الانجليزي والمدافع الدولى الإيفواري، إريك بايلي، هدفها تقديم مساعدات وإعانات خيرية، تخصّ المسجد الكبير والكنيسة الكاثوليكية، الواقعين بالعاصمة أبيدجان.
وتمّ إستقبال فيديـو مطوّل لبوغبا وصديقه بايلي وهما يتجوّلان فى أحد المراكز التجارية بأبيدجان، قبل ان يتوجّها معًا للمسجد الكبير، حيـث التقيا ممثلين عَنْ الجامع وقاموا بمنح الإعانات، ثم كرّرا معًا نفس الامر فى زيارتهما للكنيسة الكاثوليكية، فى لفتة تصوّر التسامح بين الأديان.
وعلى الرغم مـن انتشار اخبار إيقافه بسـبب المنشطات على نطاق واسع عالميًا بحكم شهرته، إلا انّ الجماهير الغفيرة فى كوت ديفوار، منحت اللاعب ترحيبًا حارًا، وصفّقت له وهتفت باسمه طويلًا، وتدافعوا لالتقاط الصور التذكارية مع نجم “البيانكونيري” تحت حماية مشددة مـن الأمن.
والمعروف عَنْ بوغبا الذى وُلد فى فرنسا لوالدين غينيين (أب مسيحي وأم مسلمة)، أنه معتنق للديانة الإسلامية، وذلك بسـبب بقائه مع أمه التى انفصلت عَنْ أبيه منذ طفولته، كَمَا لا يُخفي متوسط ميدان “الزرق”، مظاهر تعبّده عَنْ محبيه فى مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، حيـث ســاهم معهم صوره فى أكثر مـن مناسبة، وهو بصدد القيام بمناسك العمرة.
مشاكل بوغبا تجهض مسيرته
وتلقى الدولى الفرنسي ضربة قاضية، بعد ان صرح مكتب المدعي الإيطالي العام لمكافحة المنشطات، فى آذار/مارس الماضي، إيقافه لمدة 4 اعوام، بعد ان ثبت وجود مادة التستوستيرون المحظورة فى جسده بعد خضوعه لاختبار فى شهر أغسطس/آب العام الماضي، قبل ان يؤكد اللاعب نيته الاستئناف امام القرار الذى سيبعده عَنْ الملاعب حتـى صيف 2027.
وكان بوغبا قد غاب عَنْ معظم مباريات “السيدة العجوز” فى الفتره التى سبقت قرار الإيقاف، بسـبب تعرضه للعديد مـن الإصابات والأزمات، حيـث ســاهم فى 52 دقيقة فقط فى العام الحالي، بجانب 161 دقيقة مقسمة على 10 مباريات بجميع المسابقات العام الماضي، وأسهم بهدف وحيد.
